كان «أبو خالد» يدرك أن هذه الرحلة الأخيرة في مسيرته المهنية لن تُقاس فقط بالنجاحات التي حققها، بل أيضاً بالأثر الذي تركه في نفوس فريقه وفي طريقة عمل الشركة.
جمع أبو خالد فريقه في غرفة الاجتماعات وقال:
«قبل أن أرحل، أريد أن أتأكد من أنكم مستعدون للمرحلة القادمة. لن يكون النجاح الحقيقي في الحفاظ على ما حققناه فقط، بل في تحقيق المزيد بدوني».
ثم طلب من كل مدير أن يقدم رؤيته حول كيف يمكن تحسين العمليات في المستقبل. أدرك الجميع أن هذا اللقاء لم يكن مجرد جلسة وداعية، بل درساً عملياً في القيادة، حيث وضع المدير ثقته في فريقه ودفعهم للتفكير الإستراتيجي.
في اليوم التالي، دعا المدير الموظفين الشباب إلى جلسة غير رسمية. شاركهم قصصه عن التحديات التي واجهها وكيفية اتخاذه للقرارات الصعبة. قال لهم:
«القيادة ليست في العنوان الذي تحمله، بل في التأثير الذي تتركه. احرصوا دائمًا على أن تكونوا قدوة لا تُنسى».
ترك حديثه أثراً عميقًا في نفوسهم، فقد تعلموا أن القيادة تأتي من المصداقية، الحكمة، والعمل الدؤوب.
في يومه الأخير، قرر أبو خالد أن يكتب رسالة وداع لفريقه، قال فيها:
رحلتي معكم كانت مليئة بالتحديات والإنجازات، ولكني أدركت أن القيادة الحقيقية ليست في بناء الإمبراطوريات، بل في بناء القادة. كل فرد منكم لديه القدرة على أن يكون قائدًا، وكل ما عليكم فعله هو أن تؤمنوا بأنفسكم وأن تضعوا مصلحة الفريق قبل مصلحتكم الشخصية. أنتم مستقبل هذه الشركة، وأنا على يقين أنكم ستجعلونها أفضل مما كانت عليه.
ودّع أبو خالد مكتبه بابتسامة، ليس لأنه ترك وراءه إرثًا مهنيًا فحسب، بل لأنه ترك وراءه قلوباً ممتنة وعقولًا ملهمة.
هكذا انتهت رحلة المدير، لكنها كانت البداية الحقيقية لرحلات فريقه.