ومن المعلوم أن المرور السعودي طبق نظام "ساهر" عام 1431 لتحقيق السلامة المرورية الذي مر بعدة مراحل وتطوير حتى أصبحت جميع طرق المملكة السريعة والطرق داخل المدن مغطاة بالرصد الآلي، وقد لجأ المرور إلى ذلك من أجل أن يلتزم السائق بالنظام المقرر، فالإحصائيات التى تصدر بين الفينة والأخرى تؤكد أن الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية هي المسبب الأول لوفيات الشباب والمسبب الثاني للفئات العمرية الأخرى، ومن هنا ندرك أن ساهر جاء ليوقف عبث كل متهور يسير على الطريق، إما بقطع إشارة أو بسرعة تتجاوز الحد المسموح به، أو بعدم ربط حزام الأمان، وهذه الإحصائيات تؤكد أن الرصد الآلي أسهم في الحد من ارتفاع نسبة الحوادث، وهذا جيد حمانا الله وإياكم من فواجع الطريق.
ومع هذا التقدم والانضباط في القيادة وفرض الغرامات والحد من السرعة الجنونية إلا أن هناك معضلة تهدد مرتادي الطريق وتحتاج لحل سريع، وهي استخدام الجوال أثناء القيادة، وأصبح يشكل خطرا كبيرا على مستخدميه وحوادثه شنيعة، حيث يفقد السائق التركيز في القيادة، وذلك بالانشغال به تصفحا أو مشاهدة أو مراسلة وفي غفلة يرتطم بمن حوله، ويحدث ما لا يحمد عقباه. والتقارير الأخيرة الصادرة من المرور تؤكد ذلك، فقد تصدر استخدام الجوال أبرز سبب لحصول الحوادث المرورية في عدة مناطق منها: جدة والقصيم والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة وعسير وحائل وجيزان ونجران والجوف والباحة وتبوك والطائف.
عموما ... نريد الدماء تجري في الشرايين آمنة مطمئة لا نريد دماء تسيل على الطرق السريعة.