أتصفح الرسائل النصية في هاتفي لأجد رسالةً من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار تدعو الباحثين للتقديم على برامج المنح البحثية الموجهة للعلماء في شتى المجالات العلمية والتقنية لإيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بصحة الإنسان، وتحقيق الاستدامة في البيئة والاحتياجات الأساسية، وتعزيز الريادة في الطاقة والصناعة، ووضع الأُسُس لاقتصاديات المستقبل وتمكين العلم والعلماء في شتى المجالات.

ثم أعرج إلى تطبيق للفعاليات في هاتفي لأجده يعرض تذاكر لحضور مباريات كروية بين أقطاب الكرة الإيطالية، حيث يتنافسون على كأس إيطالي في قلب العاصمة الرياض، وتذاكر أخرى لمنافسة لا تقل احتدامًا بين أقطاب الكرة الإسبانية على كأس إسباني على ساحل جدة! وبين هذا الكأس وذاك عدد لا حصر له من الفعاليات الرياضية والترفيهية والفنية والثقافية.

ثم افتح التلفاز فأجد احتفالًا عالميًا يحتفى فيه بصنّاع الترفيه، ويجتمع فيه رواد التمثيل والموسيقى والغناء ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، بل وحتى الرياضين من جميع أنحاء العالم حضروا شاهدين على عظم الحدث ومتشرفين بنيل جوائز سعودية في مجال صناعة الترفيه من عاصمة السعودية.


هذا ما استطعت أن أحيط به علمًا مما يحدث في السعودية خلال أسبوعين، والحق يُقال أنه لم يعد من السهل مواكبة جميع ما يحدث في السعودية!، فمنذ إطلاق رؤية قائد التنمية ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والحراك الدائم على جميع المستويات، مقرونًا بالعمل الدؤوب لتحقيق كافة الآمال والتطلعات هو ما يحدث في السعودية.

في السعودية فقط، يحدُث أن تسابق الطموحات عجلة الزمن، وأن تُفتح الأبواب قبل أن تُدق، لتجد الأحلام طريقها إلى الواقع، وهنا فقط تُنال المطالب قبل أن تطلب، وتُقابل الطموحات بالدعم والطاقات بالتمكين والحلم بالتحقيق.

وفي السعودية فقط، يحدث هذا التطور المطرد في صناعة الترفيه، وتتزاحم الفعاليات الكبرى وتُخلقُ بيئة نابضة بالحياة ينعمُ بها المجتمع ترفيهيًا وثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وترسم مشاهد حضارية تتجه إليها أنظار العالم.

أختم بهذه القصة، شاهدت مقطعًا قبل أيام لسيدة فاضلة تتحدث بعفوية عن قصة نجاحها في مجال الزراعة، وكيف أنها بدأت بزراعة الريحان والورد، قبل أن يتواصل معها فريق يتبع لوزارة الزراعة، ليستأذنوها أن تسمح لهم بالمساعدة في تحويل مزرعتها الصغيرة إلى جنة خضراء غنّاء من الأشجار المثمرة، وكان لها ذلك.

وودت أن أعلق على حديث زارعة الريحان أنها لو كانت الأحلام تُزرع، لما وُجِدت أرضًٌا كأرضِ مملكتنا الغالية لتزهر ريحانًا وورودًا وجِنانًا تنمو وتزدهر، ولو كان لزرعها موسمًا لكان موسمها في الآنِ الحاضر ممتدًا في فضاءات المستقبل الزاهر.