في آواخر القرن السابع عشر ظهر أحد وأبرز علماء الفيزياء بقصة التفاحة والجاذبية، وماكان من مقولات وأحاديث نحو هذا القانون الفيزيائي الذي قدمه العالم نيوتن وماعرف بقانون الجاذبية . إلا أن البرت انشتاين أثبت أن الجاذبية هي القوة النسبية ومايسمى بالنسبية العامة ، وعن هذا الأمر كله وما يهمنا هو الجاذبية ذلك المصطلح الفيزيائي الذي يعني القوة والتأثير .

كنت في مراحل دراستي مولعاً بمادة الفيزياء ونظرياتها وحين يتم ذكر لفظ الفيزياء تذهب مخيلتي إلى ذلك الفضاء الفسيح والنجوم الساطعة والمضيئة في السماء الواسعة ، وغيرها من الكواكب التي أعرفها وأراها كالشمس والقمر ، ومدى حبي للتأمل ومراقبة تلك الأشياء بالفضاء .

لاشك عزيزي القارئ أن الجاذبية والتأثير بنيت على نظريات علمية وقوانين، التي بدورها تعمل وتؤثر في شيئبن مهمين هما الزمان والمكان . ونستمر في ماكان لعلماء الاتصال والاعلام في ذكر بعض من نظرياتهم التي تتشابه ليس بالمادة العلمية والقانون الكمي، لكن في وصف حالات الجذب والتأثير للوسيلة الاعلامية وسلامة الاتصال الفعال .


قد يرى البعض أن الوسيلة الناجحة تكون بعدد المتابعين لها وبحجم قياس المشاهدات، إلا أني أرى أن هناك معايير أكثر دقة وأوسع مجالاً في قياس نسبة النجاح لديها من عدمه .

لعل تأثير الوسيلة الاعلامية يحدده الاطار العام الذي تقدمه من مرئيات إعلامية تعتمد على التشويق والتنوع في وظائف الاعلام المعروفة. نرى بعض الوسائل الاعلامية التقليدية كما يقال ذهبت إلى مجاراة الاعلام الرقمي ومايعرف بالاعلام الجديد ، ليس بالوسيلة الرقمية بل بمن يحمل تلك التقنية الذكية بين يديه واستخدام الأفراد لتعزيز دور الوسيلة الاعلامية، وفي هذا رأي آخر والقصد ليس العاملين في وسائل الاعلام .

تطور الوسيلة الاعلامية بأشكالها كافة لا يعتمد على من قد يطلق عليهم مؤثرون، وإن كنت أرى بعدم الاغلاق الكلي في هذا الشأن. لكن التوسع هو ما أعنيه بالاعتماد على مشاهير السوشال ميديا وماهي قياسات التأثير الذي تم اعتمادها حول هذا ؟ وما أراه هو أن الوسيلة الاعلامية تقوم على الابداع في الفكر البرامجي والمبدأ العلمي لعلم الاعلام ،والذي يتطور بتطور أدوات وتقنيات الاعلام بوسائله كافة .

كم من البرامج التي تتناقلها بعض وسائل الاعلام وكمية النسخ التي قد تتكرر لسنوات متتالية، وبعض الاختلافات الطفيفة التي لا تشكل أي دور في محتوى الرسالة والمادة الاعلامية، بل قد تكون فاقدة المضمون والأهداف إن صح التعبير .

جاذبية الوسيلة وتأثيرها لا يمر عبر طرق ربما تكون تقليدية في المحتوى، إنما تمر عبر الفكر والابداع الاعلامي، وتقوية العناصر الرئيسة فيها كصانع المحتوى والمحتوى الجيد لتلك الوسيلة .

ومن أهم الأشياء التي تعزز من جاذبية الوسيلة، دعم صانع المحتوى والكاتب في بلورة أفكاره الإعلامية من خلال بيئة محفزة للابداع، واختيار الكفاءات المتميزة ذات الثقافة الواسعة والخبرة الجيدة في الكتابة .كذلك وجود قناة أو مسار لترشيح الأعمال الإعلامية بناء على المحتوى بشكل محدد مع التأكيد والأخذ على التخصص الأكاديمي، والمهنية لصانع المحتوى. كنت ولا أزال أؤمن بمعايير مهمة لنجاح أي محتوى اعلامي . هناك معايير للمحتوى ومنها التأثير والتشويق واختيار الأدوات المناسبة. ومن المهم ايضا تدوير الادارات البرامجية والمشرفين بشكل منظم، وعدم الاعتماد على اسلوب مقنن يسبب عثرة في سبيل التطوير والانجاز والنجاح للوسيلة الاعلامية .

الذكاء التقني واستخدامه في الوسيلة يضفي جاذبية أخرى، كاستخدام تقنية الواقع المعزز في اسلوب العرض والانتاج الاعلامي .

هناك معايير أخرى لنجاح المحتوى عبر أي وسيلة مما يحقق الدور والأهداف الحيوية لها .

نيوتن كان مبدعاً ورائعاً في اكتشاف الجاذبية التي سردت قصتها وتداولتها الناس لعقود لاحقة ، مع هذا لا تزال شجرة التفاح مثمرة بالعطاء والنضج الكافي لتلتقطها وسائل الإعلام الجديد .

مفهوم مكتشف الجاذبية في المنظور السائد لدى البعض لايهم، المهم هو من التقط التفاحة النيوتنية فقط !!