خالص المواساة والعزاء، نقدمها ونحن حزينون، فالمصاب هو مصابنا كلنا، والفراق يعزّ علينا بأجمعنا، الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، يدخل في قلبك حتى وإن كنت لم تشاهده بشكل شخصي ولو مرة واحدة في حياتك، فالطيبة منحوتة على ملامحه، والإحسان يتقدم خطواته، ومنجزاته ثابتة في ذاكرة وطن يقدّر رجالاته.

رحل "محمد" فأبكونا "تركي" و "خالد" و "عبدالعزيز"، فقد الأب ليس بالأمر السهل، وبضع كلمات رثاء من أبنائه وإخوانه ومحبيه كانت وحدها كافية لتسحب الدموع من العيون، وتملأ القلوب لوعة وألماً، فرحمك الله أيها الأمير محمد، وأحسن منزلتك، وضعت رحالك عند رب أكرم ورحيم وعظيم.

28 عاماً في المنطقة الشرقية وهو يرتقي بسلم البناء والتنمية وخدمة قيادته الرشيدة، كان حاضراً في جميع المناسبات، وتسلّم ملفات التنمية الإدارية والاقتصادية في المنطقة الشرقية، وأنشأ "برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب"، الذي يهدف إلى تأهيل الشباب السعودي وتمكينهم، كما أنشأ "جامعة الأمير محمد بن فهد" لتوفير تعليم نوعي يعزز من تنمية الكفاءات الوطنية، وعرفته ميادين متعددة، من أبرزها ميدان البر والخير والإحسان، عرفنا جزءاً من مساهماته، ولم نعرف الأكثر منها، يده البيضاء كانت ممدودة في السر لا يعلم بها إلا الله، فقد كان الفقيد ـ رحمه الله ـ يبحث عن المثوبة ولا يهدف إلى الدعاية والشهرة، وكان متواضعاً كما تعودناه من أمرائنا الفضلاء، يشرف على "مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية" بودّ ومحبّة للخير، شريان نفع الناس في وطنه، وكان صاحب هوايات متعدّدة، من الصيد إلى الرياضة، ومضامير الصيد والرياضة تشهد بذلك، ومعها أندية المنطقة الشرقية، التي لم يبعد نظره عنها رغم جميع مشاغله.


دعواتنا للأمير محمد بن فهد، الرجل الطيب والأمير الكريم والفارس والأنيق، بأن يتغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يوفيه بفضله أعظم الجزاء، وأن يجعل ما قدّم لوطنه في ميزان حسناته.