من منطلق " الحيطان لها أذان " من أخطر المنازل على الأبناء هي تلك التي تبدو من الخارج ساكنة وأسوارها فاتنة بالأزهار والنخيل، ومن الداخل يعتريها الضجيج والذعر منازلٌ الروح فيه مغتربةٌ.

كثيرًا ما كنا نسمع " البيوت أسرار " وتربينا على هذا لكن هناك فارقُ بين أسرار تستحق الخوض بها كل معارك الحياة لنصل إلى نقطة المستقر، وأسرار تكهن بأنه لامحالة لثبات ذلك المنزل ويومًا بعد يومٍ تزداد شروخ جدرانه مهددة بالإنقاض لذلك يجب إخلاء تلك المنازل قبل أن يعتري سكانها الندم.

لماذا نعيش حياة زائفة مُتعبة مستنزفة لطاقاتنا وصحتنا واستقرار أبنائنا النفسي؟ هل هو خوفً من انكشاف الحقيقة أمام الأخرين؟ أم خوفً هو على الابناء من الشتات ما بين حياة الأبوين؟ أم هو أسلوب حياة لا رغبة فيه بالتغيير؟


الحقيقة أن ذلك الخوف أيً كان سببه هو منبع لتلك الأحاسيس السلبية التي يعقب من وراها مشقة تحمل شروخ تلك الجدران لتشل بها قدرات ساكنيها للوصول بأفراد الأسرة إلى بر الأمان!

ختامًا : لا شيءً أكثر ألمًا وقلقًا على هؤلاء الأبناء من أن يعيشوا بمنازلٍ هشة قابلة للهلاك مع هبوب أول ريحٍ عاتية بسبب انقضاء أعمدته الآمنة. بالمختصر ما بين " الاحترام والتقدير والثقة والحب " تكون مرتكزات البيوت الصلبة المستقرة والملائمة لتربية الابناء، تربية إيجابية وبناء نفسيا قويا لذواتهم. إننا بحاجة إلى إعادة النظر مرة واثنتان وثلاث وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتحسين جودة الحياة من حولهم، للوصول إلى الرضا عن العلاقات بين أفراد الاسرة، بالانسجام والتوازن والدعم، وما أدراك ما الدعم لإشباع احتياجاتهم المختلفة.