يتخرج الطالب من جامعته بعد دراسة لا تقل عن اربع سنوات، مكملًا مشواره للبحث عن وظيفة تتناسب مع مؤهله وقدراته، متأملاً ان يجدها في غضون أشهر إلى سنة بالكثير. ولكن يتفاجأ بشرط يمثل عائقا ملازما لكل الوظائف بكل مستوياتها وأنواعها. شرط أصبح مثل الكابوس وهو شبح "الخبرة" الذي كان ولا زال يدور في ذهني سؤال بسيط عنه، كيف وأين يستطيع حديث التخرج تكوين خبرة عملية تمهد له طريقة إلى وظيفته؟

رغم وجود برامج حديثي التخرج مثل "تمهير" وغيرها. والحمدلله حكومتنا لا تقصر في هذه الأمور، إلا أنها بالتأكيد لا تكفي لإستيعاب عدد الخريجين الهائل الذين ينضمون لسوق العمل في كل ( ترم) وكل سنة من مختلف التخصصات. والوظائف كلها بكل مستوياتها تحتاج إلى خبرة، حتى وظائف الدوام الجزئي وبعض جهات التطوع تطالب فيها بالخبرة! و ياليت خبرة بسيطة مثل التدريب التعاوني والنوادي الجامعية وبعض ساعات التطوع، الموضوع أصبح اكبر من ذلك بكثير، و هذه المتطلبات الصارمة للخبرة تشكل تحديًا كبيرًا أمام الخريجين الطامحين للانضمام إلى سوق العمل بحماس دون إحباط.

فمن المرجو أن تكثف جهات التوظيف جهودها، وتتعاون لخلق فرص أكثر للخريجين، سواء من خلال برامج التدريب والإشراف أو خفض متطلبات الخبرة وإعطائهم فرصة تحت التجربة، فالأكيد أن الخبرة تُكتسب فقط من خلال الممارسة العملية.