عندما يتجاوز التشجيع والميول الرياضي لأي ناد ضوابطه المنطقية والأخلاقية سيتجه إلى التعصب غير المقبول، لأنه سيؤدي إلى نتائج بعيدة كل البعد عن روح المتعة والتنافس الشريف في عالم كرة القدم. وقد يمتد ذلك إلى منحنى آخر له نتائج خطيرة على سلوكيات المجتمع الرياضي، وكذلك المصالح العامة في البلد .

المفهوم العام للتعصب الرياضي في كرة القدم منذ ظهورها لا يخلو من الإساءة والسخرية والاتهامات والتجريح غير المبرر للفريق المنافس، في المنطقة نفسها أو البلد أو حتى خارجه . وعادة تجد الفئة المتعصبة هي من جمهور أو إدارة النادي ، ولكن حينما يمتد التعصب للوسط الإعلامي الرياضي فهنا تكمن الكارثة ، لأن الإعلام الرياضي المرئي والمكتوب سيكون له تأثير أقوى في تأجيج الرأي العام ما بين جماهير وإدارات الأندية المتنافسة .

تعصب الجمهور الرياضي يظهر على سلوكياتهم داخل وخارج الملعب، من خلال تبادل العبارات السلبية و الاتهامات لجمهور أو إدارة الفريق المنافس، سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.وكذلك تجمعات في الطرق وتعطيل الحركة المرورية، وربما يصل في بعض الأحيان إلى العبث بالممتلكات الخاصة والعامة. أمًا تعصب إدارة النادي فسيظهر من خلال تصريحاتهم الإعلامية، والبعض منهم يلجأ إلى نشر الأكاذيب والإشاعات عن الجهات المنافسة لناديه، أو تقديم شكوى كيدية ضد الفريق أو أحد أعضاء إدارة أو لاعبي الفريق المنافس.

أمًا تعصب الإعلامي في المجال الرياضي فسيظهر على اللون الذي يستخدمه عند الحديث أو الكتابة عن النادي الذي يميل إليه، أو عن النادي المنافس لناديه المفضل ، لأنه بالطبع سيحاول تمجيد ناديه عند الفوز وخلق الأعذار له عند الهزيمة ، بعكس ظهوره الإعلامي عند الحديث أو الكتابة عن النادي المنافس سواء عند الفوز او الخسارة . وقد يعمل على تغيير الحقائق للجمهور، مع إستخدم عبارات الاستفزاز لإدارة ولاعبي وجمهور النادي الآخر، مخالفًا أمانة مهنة الإعلام التي تفرض عليه الحيادية عند الحديث عن أي ناد، ويبعد عن ميوله الرياضي كي يكون إعلاميًا مهنيا بالشكل الصحيح.

وزارة الرياضة السعودية حققت الكثير من الإنجازات بالفترة الأخيرة في تطور الرياضة، وبما يتماشى مع رؤية الوطن ، واتضح ذلك على مستوى جميع الأندية في مختلف مناطق المملكة ، حتى أصبحت الوجهة الأولى لأفضل اللاعبين على مستوى العالم. لذلك يجب أن يظهر الإعلامي الرياضي السعودي بالشكل المطلوب، ومنع كل من يتسبب في تشويه صورة الوسط الرياضي.