في عالم يعتريه الصمت ويخيم عليه الهدوء والترقب ، تبرز أهمية التواصل.

التواصل ليس مجرد تبادل للكلمات والأفكار، بل لغة تحيا بها العواطف والمشاعر وشبكة منسوجة من الروابط الإنسانية النبيلة. التواصل جسر بين القلوب، ونافذة

على عوالم الآخرين مهما اختلفت لغاتهم وثقافاتهم.

وفي عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت تطبيقات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. أصبح العالم قرية صغيرة يمكن للجميع الانخراط فيها بسهولة.

هذه التطبيقات اتاحت لنا التواصل الفوري مع الأصدقاء والعائلة، ومشاركة لحظات السعادة والأحداث اليومية ولكنها أوقعتنا في فخ العزلة. أصبحنا أشباحا رقمية تتفاعل ما بينها باللايك والايموجي والكومنت بدلاً من التواصل وجها لوجه، هذا بدوره يقلل القدرة على بناء علاقات قوية وتطوير مهارات التواصل ناهيك عن الانتشار الواسع للمعلومات الكاذبة والإشاعات ؛ فمع سهولة النشر يمكن للأخبار المضللة أن تنتشر بسرعة كبيرة وتؤثر في فهمنا للأحداث بل وتشكل اعتقادات وأفكار خاطئة. أضف لذلك الانشغال الزائد بالهواتف الذكية ينعكس سلبًا على الأداء العام في العمل والدراسة؛ فتأثيره على الانتباه والتركيز واضح وجلي.

على الصعيد النفسي الدراسات البحثية التي أجريت وفقا لموقع psychologytoday عام 2022 بينت أن المجموعة التي أخذت استراحة من وسائل التواصل لمدة أسبوع فقط شهدت انخفاضاً ملحوظاً في معدلات القلق والاكتئاب والتوتر، مقارنة بالمجموعة الثانية.

ندرك من هذا يقيناً أن البعد عن هذه التطبيقات تعزيز للصحة العقلية والنفسية،لأنك لا شعوريا ستقارن نفسك بالآخرين ستجرفك أمواج التعاسة والاكتئاب وترمي بك بعيدا عن نفسك وعن ما تبتغيه في الحياة.

لكي تخرج سالما يجدر بك تقليل وتقنين استخدام هاتفك، حاول أن تحقق التوازن بين الحياة الافتراضية والواقعية، وكن شديد الحرص على تعزيز التواصل الحقيقي وتكوين علاقات إنسانية قائمة على الاحترام والتفاهم.