الأجنة في بطون أمهاتهم، يسمعون، يشمون، يقلقون، يضحكون ويبكون أحيانًا، الجنين في بطن أمه يستأنس بصوتها، يتعرف على رائحتها، يضطرب إن هي قلقت. ووجد الأطباء أن الجنين يمكن أن يبتسم من الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، وأن هذه الابتسامة لها علاقة بتناول الأم اطعمة معينة منها الجزر وعصيره! وربطوا ذلك بالسكر الذي يحتويه الجزر، بينما ترتسم على وجهه تعابير البكاء إذا ما تناولت الأم أطعمة مثل اللفت أو الكرنب، ورصدت ردود الفعل هذه من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، حيث تعطي تفاصيل أكثر دقة لملامح الجنين وأعضائه.
الطفل يسمع في أسبوعه الثامن عشر في الرحم، ويتطور هذا السمع ليكون أكثر شدة في الشهر السادس من الحمل، بحيث من الممكن أن يتحرك الطفل عند سماع الأصوات حوله، لذلك لا يُنصح أن تتعرض الأم لكثير من الضجيج والأصوات العالية كالموسيقى الصاخبة، لأنها ستؤثر في سلامة سمع طفلها بعد ذلك.
لم يرضَ الله الحزن للسيدة مريم، لتنجب النبي عيسى، فلا يليق بها الحزن وهي ترعى نبيًا في أحشائها، ولم يرضه لأم موسى (كي تقر عينها ولا تحزن) لأنها ترضع نبيًا، وكل لبنٍ خالطه نكد وحزن يؤثر في جودته.
كيفما تكونين أيتها الأم سيكون طفلك، حاملًا كنتِ أو مرضعة. وجينيًا مستوى الذكاء تورثه الأم لأولادها، فالذكاء مرتبط بكرموسوم x الذي تهبه الأم للذكور من أبنائها ويشاركها الأب الجين نفسه في الإناث، لذلك ذكاء الأولاد مرتبط بالأم وذكاء البنات مرتبط بالأبوين سويًا. كذلك الأطفال الذين ينشؤون بين أبوين سعيدين ومستقرين نفسيًا بالذات في أول سبعة أعوام من أعمارهم لديهم أدمغة أكبر وذكاء أعلى.
يعني أن أطفالنا صناعتنا، منذ نشأتهم، يتأثرون، يتغيرون، يتفاعلون، هم ليسوا صغارًا لا يعرفون، بل المصيبة أن يكونوا صغارًا، فالصغار أكثر تأثرًا بالأحداث، حتى وهم نطف في أرحام أمهاتهم.
لا تخلو الحياة من الضغوطات ولكن من المهم معرفة كيفية إدارتها. على كل حامل، أن تتأمل حملها، تعطي لجنينها بضع دقائق من يومها، تحدثه بصوت هادئ، من الممكن أن تقرأ له، تمارس تمارين الاسترخاء، والرياضة التي تناسب مراحل حملها، وعلى الزوج فهم وتقدير التغيرات الهرمونية التي تمر بها الحامل، فهذا من شأنه أن يقلل المضاعفات التي من الممكن أن يتعرض لها الجنين نتيجة الضغوطات النفسية التي قد تعاني منها الأم. الأمر ليس مجرد ولادة طفل واختيار اسم وحفل استقبال، بل هو صناعة إنسان سليم.