بعد تأملٍ وتدبرٍ عميقين، تساءلتُ مع نفسي، كيف يمكن أن أقدم تعريفاً مبسطاً ومباشراً للقارئ عن ماهية الخدمات اللوجيستية وجوهرها؟ وكيف يمكنني توضيح الجوانب المختلفة لمصطلحٍ ومسمى يحتملُ عشرات التفسيرات والتأويلات، دون أن أُدخل القارئ معي في دهاليز العلوم والفلسفة وورش العمل والمراكز البحثية، التي تدور في فلك الخدمات اللوجيستية وتُقدم لنا تعريفات لا نهائية لمفهوم الخدمات اللوجستية؟

بعد ذلك العصفُ الذهني، مُحاولاً التوصل إلى تعريفٍ سلسٍ مباشر واضحٍ مُحددٍ وبسيط، تعريف يرتبط بممارساتنا وحياتنا اليومية وتحركاتنا في أي اتجاه لأتمكن في النهاية من الوصول إلى الهدف وإلى التعريف البسيطِ من أقصرِ طريق، "الخدمات اللوجيستية هي الحياة".

تأمل، أيها القارئ في كل شيء حولك، في كل ما يقع عليه بصرُك، في كل ما يحلّقُ به خيالك، تجد الخدمات اللوجستية، مع فنجان قهوتك عند الصباح، مع الحقيبة المدرسية التي ينطلق بها إبنك، في غذائك، ثيابك، سيارتك، وأثاث بيتك، في موقع العمل، في المستشفى، في النادي، وفي سلسلة لا تنتهي من المنافع ومتطلبات المعيشة صغيرها وكبيرها تتضح أهمية الخدمات اللوجستية.


هذه المتطلبات الأساسية وغير الأساسية لحياتنا، تتطلب إدارة تُخطط وتنفذ وتحتاج لوسائل نقلٍ بريةٍ وبحريةٍ وجوية وتتطلب مستودعات للحفظ والتخزين وسرعة المناولة والتوصيل للاستفادة من عامل الوقت والزمن، وبالتالي هي عصب الاقتصاد والتنمية في عالمنا اليوم، ويجب أن نؤمن بهذا المجال بأنه المستقبل وأن هذه المجالات تتبوأ موقعاً متقدماً في رؤية السعودية 2030 التي تتواصل مراحلها التطبيقية بمعدلاتٍ قياسية وتتسق تماماً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية.