اليوميات هي ما انتزعه الإنسان من صفحات أيامه يدون فيها أعمالا زاولها ، ومواقف عاصرها بأسلوب سردي لايحتمل التكلف والمبالغة ومن ثم نشرها في كتاب.

وهناك مذكرات، وسير ويوميات لمسؤولين ،رجال أعمال سياسيين ، موظفين ، فنانين وغيرهم ، الهدف منها العبرة والفائدة.

وتساءلت كيف تكون ردود فعل أي مجتمع على وجه الأرض إن قرر طاهي في مطعم أونادل في مقهى ، نشر يومياته بداية من تجهيز المأكولات والمشروبات ، وصولاً إلى عملية الطهي "العصد والخلط" وانتهاءً بتقديمها لمن يطلبها.

من يدري؟ ربما تلك اليوميات تكشف عن معلومات كانت غائبة، خاصة إذا كانت هناك علاقة بين الأمراض ومايأكله ويشربه الناس خارج منازلهم.

ربما تُرَكز اليوميات على وضع اللحوم والخضروات في أماكن مغلقة ، وإعادة تسخين الأطعمة

في الميكرويف بعد أن كانت تحت درجة عالية من البرودة مما يجعلها تفقد قيمتها الغذائية تماما.

ولن تغفل اليوميات مستويات النظافة المتدنية والزيوت المهدرجة المحروقة التي تمثل حجر الزاوية في إعداد المأكولات بعد قيام العمال بتدويرها وتكريرها مرة أخرى بطرق بدائية قذرة ثم يعيدونها لإستخدامها مرات ومرات في الطبخ والقلي،وهي أشد فتكاً بصحة الإنسان وبوابة سريعة تلج منها الأمراض المستعصية.

وقد يبالغ كاتب اليوميات أو من يكتب الحقيقة حين يشير إلى أشخاص يأتون بمركباتهم

التي تدل على سوء الحال يوزعون الخبز ، والمحاشي والحلويات والسمبوسة والفطائر والمخللات على أماكن تشتهر بديكوراتها الفخمة وصحون العرض البيضاء الجميلةالمغلفة!!.

وقد شاهدت ذلك في بعض الدول رغم ما يُقال عن وجود رقابة ومتابعة لتطبيق الاشتراطات الصحية على المحلات لكن أساليب الغش من ضعاف النفوس تعرقل الجهود.

أرجو أن لا أكون مبالغاً بأن نشر يوميات في كُتَيب لشخص عمل طاهياً أو نادلاً ستنفد طبعته الأولى خلال ساعات وقد يتسبب بعد قراءته في ردود أفعال ومن أهمها عودة الأُسر إلى مطابخ البيوت النظيفة الخالية من الزيوت المعاد تكريرها والتوابل المضرة والحرص على تناول الطعام الصحي وإعدادهم القهوة والشاي والعصائر بأنفسهم لأن ذلك أنفع لهم صحياً وأوفر مادياً.

وقد نقرأ في المستقبل كُتباً ليوميات أُناس كانوا يعملون في ورش إصلاح السيارات وقطع الغيار والأجهزة والمقاولات والعيادات والصيدليات

وغيرها من المهن الأخرى،ومن المؤكد أنها مليئة بالتجارب والمفاجآت والأسرار.. و..... !!