دخلت هذه العِبَارة بكل ترحاب ساحات الإعلام المرئي والإذاعي للمرة الأولى، واحتفى بها الوسط الإعلامي والمجتمع، ووسائل التواصل المتنوعة.
والمصباح في اللغة ما يُستضاء به، وورد في تعريف آخر أنه الوجه المشرق الوضاء..
فشكرا من الأعماق لك أيها الأمير، وحفظ الله بلادنا وقادتها الأوفياء، فقد تعود الجميع في وطن الأمجاد والشموخ السعودية العظمى أن يُقال للمحسن أحسنت.
وتناقلت وسائل الإعلام هذا الحدث الأول من نوعه، الذي نظمته مؤسسة قدوات عطاء ووفاء للوطن، بإشراف ومتابعة رئيس المؤسسة «سفير القدوات الحسنة» ناصر بن عبدالله العواد، وفريق عمله، وجميعهم من القامات الإعلامية والثقافية والاجتماعية.
وتجسدت صور الوفاء وترانيم الفرح حين التقى مئات الحضور بمختلف أعمارهم، على مدى يومين كاملين، وجها لوجه من كانوا يُطِلون عليهم عبر الشاشة الصغيرة وموجات الأثير، وسط أجواء تشع بالبهجة والسرور، وتناقلوا بكاميرات هواتفهم والمنصات والسنابات صورا ولقاءات حية، تابعها جمهور غفير.
واعطى استهلال حفل التكريم انطباعا حسنا من خلال إضمامة الورد والريحان التي نثر عبيرها على الحضور المذيع المتميز الشاعر أحمد عبدالله عسيري.
بينما حضرت الخطابة بهيبتها وإيجازها في كلمة المؤسسة للدكتور عبدالله حامد، ثم انتشي الميكرفون أمام صاحب الصوت الرخيم المذيع خالد البيتي بنبرته المؤثرة في النفوس.
والأضواء الإعلامية لها أثرها في منح الشهرة، ولها أيضا تأثيراتها السلبية حين تخبُت أو تنطفئ، خاصة ممن أخذ في نفسه مقلبا، ولم يدرك الزمن الجديد، والعمر الذي جرته الأيامُ جرا، وهناك من انتقد التكريم، وهم قلة، لأسباب غير مقنعة، ولكن ما أقسى حياة إنسان إذا بقي أسيرا لماضٍ لن يعود، وأحاط نفسه بسياج يتوهم وراءه أنه نجم النجوم ووحيد زمانه، فيتصنع في كلامه ومشيته، ويحاول أن يأخذ زمن غيره، ويطارد الأضواء بمناسبة أو غير مناسبة، ويهرف بالكلام في كل اتجاه بلا سبب.
في الحفل التقيت أساتذتي ورؤسائي وزملائي في أعوام خلت، ومنهم الدكتور علي بن محمد النجعي، والدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري، الذي أهداني كتابه «الواقف في الشمس»، والدكتور عايض الردادي، والصديق ناصر الشهري، أول من قال «هنا محطة تليفزيون أبها»، وزميلي في رحلة بلاد الشام قبل أربعة عقود بدورة المذيعين المذيع المتألق سعد العتيبي، وصاحب الروح الجميلة سبأ باهبري، والمذيعة المبدعة منيرة المشخص، ورفاق الدرب في تليفزيون أبها.
نعم هناك أسماء إذاعية تليفزيونية أعطت الكثير، وكانوا كما عرفتهم قمة التواضع والثقافة والوقار، وزاد من محبة الناس لهم أنهم أبقوا الصورة الجميلة لهم في القلوب، ولم يعودوا للإستديوهات بعد تقاعدهم، لإتاحة الفرصة للجيل الجديد، احتراما لتاريخهم، وفي مقدمتهم محمد نهار، وسعد الشمراني، وسعيد اليامي، ومزيد السبيعي، والدكتور سليمان العيدي، وسفر الشهراني، وسلامة الزيد، وعوض القحطاني، وناصر الدعجاني، والصفوة الباقية من المصابيح.
التكريم لقي صدىً كبيرًا في الداخل والخارج، وهذا يدل على أن الإعلام الرزين الصادق، من إذاعة وتليفزيون وصحافة، ما زال حيًا في ضمائر الناس، لأنهم يشعرون بالحنين نحوه، ويتمنون عودته بما يناسب روح العصر.
وعلى الرغم من استحواذ الإعلام الجديد ووسائله المتعددة، التي أصبحت في متناول اليد، فإن معظم ما يتم بثه، من تغريدات وصور ومعلومات ومقاطع، ليس له طعم ولا لون، وقد تكون ظاهرة وقتية فرضتها تكنولوجيا مهمتها ابتلاع أغلب ما تفذفه للمتلقي بسرعة رهيبة، يقابله ضخ متواصل لا يهدأ، فلا أحد استفاد، ولا أحد سلم من
القلق، وصخب الرسائل، وسماجة المحتوى، وضياع الأوقات.