القيادة بعض من العلم، وبعض من الخبرة، وكثير من الحكمة، وكثير من التوازن والرحمة. هذه المعاني العميقة لا تتوافر في كل قائد، ولا تتبلور إلا في قليل من الناس في المواقع القيادية.

ومن الملاحظ أن القائد عندما تجتمع عليه الآراء الإيجابية، ويصدح بدوره وحكمته وقيادته كل من حوله، فإنها شهادة لا تقبل الشك بنجاحه في مهمته التي أوكلت إليه.

هذه المعاني السامية شاهدتها على الطبيعة، عندما تشرفت بالزيارة والسلام على أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، في مكتبه، إذ إن الزائر -ومن الوهلة الأولى- يلاحظ مدى الحفاوة التي يتلقاها المواطنون، والتي تنم عن شخصية عظيمة ومتواضعة في الوقت ذاته، تحتفي بكل مواطن دون تمييز، وتعطي لكل مواطن وقته، للتحدث عن مشكلته والاستماع بكل هدوء وروية إلى الجميع، دون تمييز أو تعجل.


ولقد رأيت سموه وهو يستقبل المواطنين بكل لطف وتواضع واهتمام، ويصغي إلى كل مواطن بكل حواسه، ويوجه بحل مشكلاتهم ومطالباتهم بشكل فوري ومباشر.

شاهدت على مدار أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة، مدى المجهود الذي يبذله بالاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، والاستماع بل الإنصات لكل التفاصيل التي يريد المواطن أن يحكيها، أو إلى الشكوى التي تحتاج إلى الحل، فأشاهد في عيون ووجوه المواطنين مدى الامتنان والاعتزاز بهذا الوطن وبقياداته التي تهتم بشؤون مواطنيها.

كل القيادات الأخرى كانت حول الأمير، تنصت وتستمع وتستجيب لحل أي مشكلة، بناء على توجيهات من سموه، فمن وكيل الإمارة إلى مدير الحقوق إلى مدير العلاقات، ومدير الشؤون الإعلامية، وعدد من مديري الدوائر الحكومية والمحافظين، ومدير الشرطة، ورئيس المحكمة الجزائية، الكل -بلا استثناء- تحت قيادة الأمير، يسعون إلى حل المشكلات وتوفير كل سبل الراحة للمواطن، من أجل ألا يكون هناك من يعاني مشكلة أو يشكو همّا.

هذا الأمير يتمتع ببُعد نظر وقراءة للمستقبل، وحريص على التميز والنجاح، إنه رجل قيادي ناجح، وإداريّ ماهر، ومسؤول مميز.

وهذا الأسلوب المميز الذي يطبقه سموه، ينطلق من الصفات الحميدة التي أسسها قادة هذه البلاد المباركة، وهي سياسة الباب المفتوح لكل مواطن، و مقيم على أرض هذه البلاد.

هذا الأسلوب من أساليب الحكم ومراعاة شؤون الناس لا يوجد في أي دولة من دول العالم، فقد تفرّدت المملكة وقادتها بتلك الطريقة المميزة، لتجد المسؤول والحاكم في منطقة عزيزة من بلادنا يفتح بابه كل يوم ويستقبل الناس دون تردد أو قيود، ويخاطبهم وجهًا لوجه، ويسمع منهم ويوجّه لحل مشكلاتهم على الفور، إنها ميزة عظيمة تتميز بها مملكتنا الغالية.

فهنيئا لمنطقه عسير بهذا الأمير الشهم، المثقف الواعي، المدرك والمخلص. وأتمنى من الوزراء والمسؤولين كافة، أن يكون لديهم ذلك المنهج نفسه، بالاستماع للمواطنين وحل مشكلاتهم، وهم بذلك يطبقون سياسة وتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك الحزم والعزم، وولي عهده الأمين، اللذين يوجهان دائما ويطالبان كل المسؤولين بأن يضعوا مصلحة المواطنين وحل مشكلاتهم في مقدمه الأولويات والاهتمامات.