أتساءل هنا، ما دور المؤسسات التربوية (التعليمية والأسرة) وماذا قدمت وستقدم لشبابنا؟!. لا يخفى على الجميع أن التعليم عملية إلزامية، حيث إن الطالب يسعى إلى المدرسة بعكس الوسائل الاختيارية الأخرى التي تسعى إليه.
وقد ذهب بعض المتخصصين إلى أن الأمن يرتبط ارتباطا وثيقا وجوهريا بالتعليم. لو تحدثنا عن الأسرة فهي النظام الاجتماعي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا ببقية النظم السائدة في المجتمع كالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري، وأي تغيِّر فمن الممكن أن يعكر صفو المجتمع وأنظمته. من هنا لا بد من تكامل الأدوار في مواجهة التحديات والصعوبات وصناعة المواطن الصالح، وغرس المفاهيم الصحيحة في عقول الناشئة بما تشتمل عليه من حصانة فكرية ووعي أمني، والحفاظ على المكونات والموروثات الثقافية الأصيلة، وفي المقابل مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة، والإسهام في تهذيب السلوك القيمي، والاهتمام بجميع أنسق التربية وأبعادها، سواء أكانت جسدية أم نفسية، عقلية فكرية أم دينية، إعلامية تقنية أم وطنية. وجملة القول إن ترسيخ الأمن الفكري وبناء المناعة الفكرية يحققان للأمة أعظم ضرورات الحياة (الدين والنفس والعقل والمال والعرض) التي لا يمكن العيش دون المحافظة عليها.