ومتى ما كان سقف الحريات مرتفعًا في بلد فهو دليل على نضج وتطور الأنظمة والقوانين، وفي بلدنا الحقوق الشخصية محفوظة ومكفولة بموجب ديننا ودستورنا.
وفي الآونة الأخيرة أثناء تجولي وتصفحي في إحدى منصات التواصل الاجتماعي لاحظت ظاهرة غريبة منتشرة، أرى أنها دخيلة على مجتمعنا العربي الإسلامي، ظاهرة قد تؤدي إلى الاحتقان بين أفراد المجتمع، وتزيد من نسبة الكراهية والعدوانية بينهم، مما ينعكس بأثر سلبي على حياتنا ومستقبلنا؛ وهي العداء القائم بين الجنسين الذكر والأنثى، والمنتشر حاليًا بشكل مخيف من كلا الطرفين اتجاه بعضهما بالاستنقاص والتعدي على حقوق بعضهما وسلب بعضها، والتقليل من أهمية كل جنس ودوره في الحياة.
وعند البحث وجدت انتشارها في أكثر من منصة لا تقتصر على منصة معينة، بل في كل مكان والكل يتناولها ويخوض فيها.
وأثناء تعمقي والتنقل بين المنصات والحسابات رأيت العجب فهناك نظريات وقوانين وطرق عن كيف الرجل يتعامل مع المرأة، أو كيف هي تتعامل معه، والأخطر أنها ليست بصورة إيجابية، بل العكس بشكل سلبي ومهين، وما أثار مخاوفي أن أصبح لكل جانب جمهور ومؤيدون ومتابعون لهذه الأفكار، ضاربين بعرض الحائط تعاليم ديننا وكل قيمنا وتاريخنا وعاداتنا.
والملفت؛ انتشرت حسابات لا أدري هل هي لأشخاص حقيقيين أم وهميين أو لأشخاص غرضهم إثارة البلبلة والتفرقة بين الجنسين لأغراض شيطانية!
من الأسماء والمصطلحات التي استوقفتني ( الحبة الحمراء والزرقاء والبكمنة والذكورية) وغيرها كثير، وحقيقة لا أعرف معناها وتفسيرها.
وأرى من الواجب على المختصين من علماء ومفكري الدين والمجتمع والنفس، أصحاب الفكر السوي، النظر في انتشار هذه الظواهر الفكرية الخاطئة التي قد تغير من تركيبة المجتمع وتثقيف الجنسين، على أهمية كل منهما، فلن تستقيم الحياة إلا بتبادل المحبة والاحترام فيما بينهما، وفق تعاليم ديننا الحنيف والأعراف والتقاليد الصحيحة.