أعترف بأنني أحبك وبأنك الحب الأول والهيام الذي ليس بعده هيام.. ‏لا.. بل أنا مُتيمٌ بك وكل يوم أتلذذ برؤيتك ومعانقتك ولكنني للأسف خائن.. ! ‏نعم أنا خائن وليس لمرة واحدة بل بشكل أسبوعي تتكرر هذه الخيانة، وآخرها ذات مساء في نهايات أغسطس والقمر بدر عندما انتصف الليل وأرخى سدوله.. ‏تلك الخيانة ليست أولوية ولكنها ترف.. ‏تلك الخيانة رغم عني ولا أبرر.. ولكنني قد وقعت فيها قسرًا لمحاولة تعويض غيابك عندما أقضي وطري منكِ انتظارًا لموعد لقائنا القادم بكل شوقٍ ولهفة.

نعم أعلنها أمام الملأ ولا أبالي وبالفم المليان أقول:

أنا خائن، ومن علمتني الخيانة حداثيةٌ متمدنة، وأعترف أنها ممتلئةٌ ببياضها وظاهرها الذي يوحي بالشباب والحيوية، وكل عناصر الإغراء التي تسر الناظرين تعلوها ومنثورةٌ عليها وتغشاها إلى أخمص قدميها.. ولكن أنتِ رمز الأصالة أيتها الشقراء وحبي لك لم ولن يتغير ويتزحزح رغمًا عن تلك الإفرنجية التي تدعي الحضارة والتمدن.. ‏وللأسف لم أكتفِ بالخيانة وكتمانها، بل إن نفسي الأمارة بالسوء أرغمتني على التصوير وفضح الأمر.. نعم لقد صورتها وصورت معها، وما ذلك إلا محاولةٌ مني للتمرد على التقاليد وما كان سائدًا والتباهي بأن لي معشوقة كباقي العشاق أو لعلها محاولة مني لمحاكاة محترفي التصوير، أو التظاهر بأني فيروزي المذهب في صباحات الخريف الفاتنة حينما يخلو كل حبيبٍ بحبيبه.


حبيبتي المهيلة تأكدي أن فنجان قهوة سعودية أحب إلى قلبي من ملايين الأكواب السوداء، ومنها تلك البيضاء التي تتصنع الحسن وجمال الظاهر والتي يسمونها (كابتشينو).. ‏أحبك أيتها الشقراء ولا عزاء لمن يطعن في أصالتك وجمال ظاهرك وجوهرك ويتهمك بالرجعية، فأنتِ السد المنيع أمام الحداثة المزيفة المتطرفة، حبيبتي الشقراء أي كلمات توفيك حقك، وكيف لي أن أصف جمالك وجاذبيتك،‏ وأيُ قلبٍ يحمل من تمر عليه ساعات يومه حتى تغرب الشمس ويبدأ الظلام ينسج خيوطه دون أن يُمتع ناظريه برؤيتك ومعانقتك وشم رائحتك والانتشاء بها حد الثمالة ! ‏وأي قلبٍ يحمل من يجعلك في ذيل قائمته وأولوياته ! من يفعل ذلك يا حبيبتي لا يستحقك، ومن ينشغل عنك وهو بقربك فهو جاهل بقوانين الحب، ومن يشاركك بحب غيرك فهو من الخائنين، ومن لم يقع في غرامك وتأسره رائحتك الزكية ولم يحركه صوت فناجيلك فليراجع نفسه ويتحسس هويته وأصالته، فالزاهد بالمهيلة لا يُعول عليه، وهجره أولى في قاموس العاشقين.

حبيبتي (المهيلة) كتبت فيكِ الشعر النبطي بتطرف فقلت:

«قالوا تمدن واشرب بلاك كافيه

‏قلت اتركوني في غرامي بحالي ‏

البن الأشقر لو ورى الصين نشريه

‏يستاهل العنوة ولو كان غالي

‏ومع هيل طبخه يقند براس راعيه

‏ولو خالطه مسمار جوه علالي ‏

هذا المزاج الصح يا قوم «لاتيه»‏

مهيلة مع تمر كيفي ومجالي»

وعندما رأيت البعض يتعلقون بأوهام الحب وزيفه وآلامه عبرت عن حبكِ في موضعٍ آخر قائلًا:

«أحدن على المحبوب دمعه هماليل

‏متعلقن مسكين منكوب الأحوال

‏واحدن من التفكير ما يرقد الليل

‏قلبه ضعيف ويحزنه كل موال

‏واحدن عبد دنياه طماع وبخيل

‏متولعن قلبه على جمع الأموال

‏وأنا غرامي دلةً ريحها هيل

‏اخلط بها المسمار ويستأنس البال

‏يا زينها جلسة قدوع وفناجيل

‏لامن خلص فنجال صبيت فنجال

‏في حزتن معها تزين التعاليل ‏

ومع رفقتن للطيب ساس ومدهال

‏ ما هو مع اللي هرجهم فيه تأويل ‏

مرضى قلوب وهمهم بس جوال ‏

واليا بغيت الصدق من دون تفصيل ‏

تكفيني القهوة وأنا مكتفي الحال».