ينقسم الحمل إلى ثلاث مراحل، كل مرحلة تتكون من ثلاثة أشهر، المرحلة الأولى تتخلق فيها أعضاء الجنين، وأي خلل في هذه المرحلة، يهدد حياة الجنين وسلامته، لذلك معظم حالات الإجهاض التلقائي تتم في هذه المرحلة، أعني في أول 12 أسبوعاً من الحمل، من الممكن أن يتأخر الإجهاض حتى الأسبوع 22 من الحمل وهو الإجهاض الأصعب، حيث يشبه الولادة، إلّا أن الجنين وظيفياً لا يحقق شروط الحياة.

أكثر سبب للإجهاض التلقائي، فيما يتجاوز 50% من الحالات هو " الخلل الكروموسومي" ، أي أن خللاً قد حدث أثناء انقسام الخلايا - غالبًا ما تكون أسبابه غير معروفة - وهذا يعني أن التخلق غير طبيعي ما يؤدي إلى إجهاضه. اختلالات المشيمة أيضاً، وهي تلك الأنسجة المسؤولة عن تغذية الجنين وإمداده بالأوكسجين، إذا كانت هناك مشكلة في تطور المشيمة فقد تؤدي أيضًا إلى الإجهاض. ارتفاع درجة حرارة الأم الشديد أو إصابتها بالالتهابات البكتيرية أو الفيروسية في المرحلة الأولى من الحمل من الممكن أن يودي بالجنين وإنهاء الحمل.

ووجدت الدراسات أن الإجهاض يزداد في الصيف دون الفصول الأخرى! لارتفاع درجة الحرارة وفقدان السوائل. ولا ينصح بحمامات الساونا للحوامل لأنه ممكن أن تؤذي الجنين إما بإسقاطه أو إحداث تشوهات خلقية في المرحلة الأولى من الحمل.


هناك عديد من العوامل التي من الممكن أن ترفع معدل الإجهاض:

* عمر الأم، فالأمهات الكبيرات أكثر عرضة للإجهاض من صغيرات السن.

* السمنة وزيادة معدل كتلة الجسم.

* التدخين.

* تعاطي المواد المخدرة.

* الإفراط في شرب الكافيين، يتجاوز ما أوصت به الأكاديمية الأمريكية لطب النساء والتوليد وهو 200 ملجم، أوما يعادل كوبين من القهوة.

الأمراض المزمنة لدى الأم، كـ" ارتفاع ضغط الدم، عدم انضباط سكر الدم لدى الأمهات المصابات بمرض السكري، أمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمراء، فرط نشاط أو خمول الغدة الدرقية"، وعادة ما يتكرر الإجهاض لدى السيدات اللاتي لديهن هذه العوامل، واللاتي لديهن تشوهات في الرحم.

الأنشطة البدنية اليومية ليست مدعاة للقلق، فمن الممكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة أثناء الحمل عند عدم وجود عوامل خطورة، في تعزيز الحمل الصحي. ومع ذلك، الوقوف لفترات طويلة، رفع الأشياء الثقيلة جداً قد تزيد من فرص الإجهاض أو الولادة المبكرة، ورفع الأثقال من الممكن أن يتسبب في خفض الخصوبة لدى السيدات، لأن هذه الرياضة تسبب اضطراباً في هرمونات الأنوثة.

وجدت الدراسات أن حمل الأشياء الثقيلة التي يتجاوز وزنها 9 كيلوجرامات أثناء الحمل في بدايته بشكل دائم، قد يؤدي إلى خسارته ويتسبب في ولادة الطفل قبل وقته أو ربما ناقص الوزن.

بعض المهن ولطبيعتها قد تزيد من خطر الإجهاض، كالعمل في الرعاية الصحية، التعليم، الضيافة الجوية، حيث تتطلب هذه المهن الوقوف لفترات طويلة، إذ لا يُنصح بالوقوف أكثر من ثلاث ساعات متصلة أثناء الحمل بالذات في الشهور الأولى.

الحمل عملية فسيولوجية طبيعية، وطاقة كل سيدة تتميز عن الأخرى طبقا للاختلاف العرقي والجيني.

لذلك أجد أن تخفيف أعباء العمل على الحوامل في المرحلة الأولى والأخيرة من حملهن، سيقلل من نسبة الإجهاض، والولادات المبكرة، ما يخفض نسبة التغيب عن العمل ورفع الإنتاجية، ويقلل تكلفة العلاج في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة ويحسن صحة المواليد، لمستقبل أفضل.