في مرحلة الخامسة عشر من أعمارنا إلى ما قبل العشرين كنا نعبر عن استيائنا لأي حدث بكلمة ملل أو أشعر بالطفش، فكانت أمي دائمًا تردد كلمة أحمدوا الله وأشكروه على النعم، وأبي يقول اشكروا الله «لديكم كل شي» حينها كنت أصغر بكثير إلى إدراك عمق المعنى لا المعنى فقط. الآن بعد مرور سنوات من ذاك، أُدركت حقًا معنى جذور هذه الكلمة، وخاصة مع جيل قادم لديه حقًا كل السبل المتوفرة لصنع أفضل نسخة من نفسهم، وقفة تأمل أرى الآن أبي ركيزة، ومثالا عظيما يحتذى به، استطاع تخليد ذاته بنفسه رغم غياب عنصر الوفرة آنذاك، ما يجعلني في تساؤل هل مواكبتي الحالية لاكتساب المهارات وتحدياتي الحاليه للوصول ولصنع نسخة مني تحتذي بها أجيال قادمة هي أجوبة بأيدينا الآن لرسائل أبائنا، المليئة بعمق التجربة والشعور معًا؟ أم هي دراسة أخرجت مني أفضل صورة واقعة بين جيلين؟ لذا رسالتي هي ما هو دور الآباء المستقبلي للأبناء في ظل وجود عنصر الوفرة؟ وكيف يمكن للآباء إدارة هذا الموضوع بنجاح؟ لكي نحظى بمجتمع يُدرك هذه الوفرة كنعمة حقيقية.