المواطن المخلص يحمل على عاتقه أمانة الإصلاح والإعمار في الأرض في كفاح لا يضاهيه سوى شغف العطاء وحب الوطن، والمواطنة ليست حكرا على صاحب المهنة فقط فكل صاحب همة هو ممثل لأعمدة التنمية الملهمة كل في مجاله وقصة ولائه سواء في بيته أو مقر عمله وحتى خارج وطنه.

ومهنة التعليم، مهنة الأنبياء والرسل هي حاضنة البذور وساقية جذور الانتماء للدين والوطن، حملت هذه الجذور أغصانا مثمرة رغم كل عواصف التحديات التي اجتاحت الميدان التعليمي في السنوات القليلة الماضية.

تمَيُّز مهنة التعليم ليس في كون المعلم نموذج المواطن الصالح في نفسه- فقط- بل يتعدى الإصلاح الذاتي إلى دوره الإستراتيجي في كونه مصنع الأجيال، فداخل حجرة الصف تدور أهم عمليات الإصلاح والتربية التي تُغذي المجتمع بأدواته الصلبة فكريا وعقائديا، اليوم هو يوم حماة الوطن وبُناة الفكر، بأقلامهم فقط سطروا وجود أبناء الوطن المشرف في خريطة التنافسية العالمية وبدفاترهم حصنوا فكر النشء بمصفوفة القيم والمعرفة فتمخض عن هذا الجهد علماء ببشت سعودي، المصحف بيمينهم، والخفاق الأخضر يحرك خفقات قلوبهم.


أهم درس سيدركه هذا الجيل أن يوم المعلم تحد سيقفون فيه عاجزين عن الشكر، متأملين طريق المستقبل الذي انبثق من ماضٍ رصين أسّسهُ صنف من البشر لن توفيه حقه في يوم ولا حتى ألف عام.

فإن كان بحر الإخلاص لا نهاية له فالمعلم بقاربه الصغير شق عبابه وساندته الحيتان مستغفرة له.

شكرا لكل معلم/ة صدق وضحى وأعطى وأجزل.