كثيرًا ما تجد الفتيات المراهقات أن الأشخاص العنيفين والمسيطرين واللامبالين أشد جاذبية من نظرائهم الهادئين، وهذه الظاهرة استدعت كثيرًا من الانتباه لمعرفة لتحليلها ومعرفة أسبابها.

عندما يصل الأولاد والبنات إلى مرحلة المراهقة، يتعرضون لقصف من الرسائل التي تربط الانجذاب بالعنف. هذه الرسائل ــ من مجموعات أقرانهم، والمسلسلات التليفزيونية، والأفلام، والموسيقى، ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك ــ تصور الأولاد الذين يتبنون مواقف عنيفة ومهينة تجاه الفتيات على أنهم جذابون، على كل أولئك الذين يعاملون الفتيات بشكل جيد.

يمكن أن تظهر الرسائل التي تربط الانجذاب بالعنف والازدراء في مواقف مختلفة وبطرق مختلفة، ويُعرف هذا الارتباط باسم «الخطاب المهيمن القسري». يؤدي التعرض الطويل الأمد لهذا الخطاب إلى دفع الفتيات إلى اعتبار الأولاد العنيفين جذابين، مما يدفعهن في النهاية إلى علاقات عاطفية سامة.


وبالنسبة للفتيات اللاتي يعشن بالفعل في علاقة مستقرة مع فتى غير عنيف، فإن الخطاب المهيمن القسري في المجموعة يصنفهن على أنهن «مملات»، ويضغط عليهن لخيانة أصدقائهن مع فتيان يظهرون مواقف وسلوكيات أكثر عنفًا. وهذا لأن «هذا هو الجزء الممتع».

أظهرت الأبحاث العلمية أن العنف القائم على النوع الاجتماعي له عواقب صحية سلبية، بما في ذلك الألم المزمن، والاكتئاب، والميول الانتحارية.

تجارب أسرية سيئة

ترى شذا سعيد المسجن، وهي مدربة معتمدة في العلاقات الأسرية والتوجيه الزواجي، أن هذا النوع من الانجذاب يعد من المهددات للكيان الأسري، فلا يمكن أن تنشأ أسرة سوية جراء هذه العلاقة السامة والانجذاب الخاطئ من قبل بعض الفتيات.

وعن السبب في هذه العلاقات، قالت «قد يكون الانجذاب ناجمًا عن التجارب الأسرية السيئة التي تعرضت لها الفتاة في مرحلة الطفولة، وقد تحاكي الفتاة المراهقة هذا النموذج من داخل الأسرة بوجود الشخصية في محيطها سواء الأب أو الأخوة.

وفي الغالب قد تكون الفتاة تعايشت وحاكت هذا النموذج في محيط الأسرة وهذه التجارب تنعكس في مرحلة البلوغ، بالتالي تتأثر الفتاة المراهقة بالنماذج السيئة التي تساهم مواقع التواصل الاجتماعي في انتشارها وتراها حسب وجهة نظرها غير السليمة بأنها مصدر للقوة والنوعية والاختلاف عن بقية الشخصيات العادية التي قد تسبب الملل بحسب وجهة النظر غير السليمة».

ونصحت الأسرة بـ«اتباع منهجية التوجيهات المستمرة والنصح والإرشاد والمتابعة المستمرة للأبناء لضمان عدم الانخراط بهكذا نماذج والتحذير منها».

تأثر نفسي

من جانبها، تتناول هدى التسليم، أخصائية الإرشاد النفسي التربوي، الأمر من الجانب النفسي، وترى أن «الفتيات المراهقات قد ينجذبن لتلك العلاقات متأثرات بمواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما الألعاب الإلكترونية التي قد تساهم في نشر وظهور هذه الفئات».

وعن التأثير النفسي من خلال الارتباط بالشخصية العنيفة (السيكوباتية) أوضحت بأن مغبتها سلبية، وقالت «هي أشبه بالدائرة المظلمة التي قد تكوّن هالة حول الشخص من الاكتئاب، ⁠العزلة، إيذاء النفس،⁠الرهاب الاجتماعي، غياب الهوية، والميل للعنف.

وحذرت التسليم بأن «هذه الدائرة خطيرة جدًا لصعوبة الخروج منها».

وأضافت «مع ذلك، فإن الخوف وانعدام الأمن الذي تشعر به الضحايا يمنعها من مغادرة تلك الدائرة المسيئة التي تجد نفسها فيها ولا تعرف كيفية إنهاء علاقة سامة».

الاختطاف العاطفي

تتابع التسليم «في حال استطاعت الفتاة الخروج من تلك العلاقة السامة فإنها في الغالب لا تستطيع التحكم بعواطفها بالذنب أو عدم الثقة بقيمتها كشخص، معتقدة أنها لا يمكن أن تعتمد على ذاتها دون هذه العلاقة التي يهيمن عليها العنف والقوة السلبية، وهنا يمكن أن نقول إن الفتاة دخلت من خلال هذه العلاقة إلى ما يسمى بالاختطاف العاطفي الذي يؤدي إلى فقدان الأمان والثقة مما يؤدي بدوره إلى نوبات من القلق والتوتر والعزلة».

3 أسباب رئيسة لانجذاب المراهقات نحو الرجال السيئين

1ـ التشويق والإثارة

* الرجال العنيفون والمسيطرون أكثر تهورًا وحبًا للمغامرة وأقل قابلية للتنبؤ بتصرفاتهم

* مرافقتهم تشعر المراهقة بنوع من التشويق والإثارة

2. خلق الأعذار

تتلمس المراهقة العذر للرجل السيء وتقنع نفسها بقدرتها على تغييره

3. ربط الحب بالأذى

غالبًا ما يستمد هذا السبب من المحيط الأسري ويرتكز على تجارب مؤذية من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء