مكّن الذكاء الاصطناعي الباحثين من متابعة دقيقة وغير مسبوقة وتحليل نحو 2300 فيلم تنتجها هوليوود، وراقبوا من خلالها كيف تمثلت الأعراق، وميف تمثل الرجال والنساء في تلك الأفلام، وبدا أنه بالرغم من التحسن فإن الغلبة الهوليوودية ما تزال للرجل الأبيض قياسًا ببقية الأعراق، وما زالت للرجال على حساب النساء.

وتنتج هوليوود مئات الأفلام كل عام، ولذا استخدم باحثو جامعة كاليفورنيا في بيركلي نهجًا مبتكرًا يسمى «نظرة السيليكون»، حيث فحصوا 2307 أفلام تصل مدتها إلى 4412 ساعة، من بينها أفلامًا رائجة وأخرى مرشحة للجوائز من عام 1980 إلى 2022، ومن بينها أفلام كانت محمية بحقوق الطبع والنشر لكن تخفيف القيود الاتحادية عن حساباتها رقميًا لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة أسهم بوضعها ضمن التحليل.

فئات أفلام التحليل


ركزت الدراسة التي نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، على فئتين من الأفلام «الشعبية» و«المرموقة»، مما سمح للباحثين بمقارنة التمثيل بين الأفلام الناجحة تجاريًا، وتلك التي حظيت بإشادة من النقاد.

وعلق مؤلف الدراسة ديفيد بامان «هذا العمل مكمل للمشاهدة البشرية. إذا كان لديك القدرة على مشاهدة مئات الأفلام، يجب عليك القيام بذلك، لكن الأتمتة تتيح لنا قياسًا على نطاق أوسع بكثير».

اختلال التوازن

كشفت البيانات عن اختلال التوازن المستمر بين الجنسين، حيث سيطر الرجال على وقت الظهر على الشاشة في كل من الأفلام الشعبية والمرشحة للجوائز، مع بقاء تمثيل النساء بحدود 25% لمدة 30 سنة.

ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تحسنًا، حيث ارتفع وقت ظهور النساء على الشاشة إلى 40% بحلول عام 2022.

الأفلام التي أخرجتها النساء أظهرت متوسط 50.1% من وقت الظهور للنساء، بينما تلك التي أخرجها الرجال كان ظهورهن أقل بكثير بنسبة 29%.

وبالرغم من أن النساء أخرجن 4% فقط من جميع الأفلام المدروسة، فإن ذلك يسلط الضوء على تأثير من يقفون خلف الكاميرا.

التمثيل العرقي والإثني

أما بالنسبة للتمثيل العرقي والإثني، فقد أظهرت الأنماط تحسنًا أيضًا، حيث زاد وقت الشاشة للممثلين السود واللاتينيين والآسيويين من شرق وجنوب آسيا على مدار العقد الماضي. ومع ذلك، أظهر البحث اتجاهًا مقلقًا في الأفلام المرشحة للجوائز، حيث كانت تمثيلات الممثلين السود أقل من تلك الموجودة في الأفلام الشعبية، وخاصة خلال التسعينيات والألفينيات.

كما أظهرت الأفلام الحديثة تنوعًا أكبر، حيث شهدت ارتفاعًا ثابتًا في المشاهد التي تضم ممثلين من مختلف الأعراق معًا، مما يشير إلى تحول نحو سرد قصص أكثر تكاملًا. وبالرغم من هذه التحسينات، أظهر الباحثون أن جميع المجموعات باستثناء الرجال البيض كانت ممثلة بشكل أقل في الأدوار القيادية مقارنة بالأدوار الداعمة.

استخدم الباحثون ويكي بيانات للحصول على معلومات دقيقة حول الهوية الجنسانية والاستعانة بآراء المشاهدين حول تصوراتهم للهوية العرقية والإثنية لضمان الدقة. وقد تطلب هذا البحث تعاونًا واسع النطاق بين عدة إدارات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إضافة إلى إعفاء خاص من قانون حقوق الطبع والنشر الفيدرالي.

تفاوت رسمي

بينما تقدم البيانات إشارة نحو مزيد من التنوع، فإنها تكشف أيضًا عن تفاوتات مستمرة تشير إلى أن هوليوود لا تزال بحاجة إلى العمل لتحقيق تمثيل عادل على الشاشة وخلف الكاميرا.

تلعب هوليوود دورًا كبيرًا في تشكيل الروايات الثقافية، وتقدم هذه الدراسة أدلة ملموسة على الأماكن التي لا تزال تحتاج إلى تغيير.

ويقدم البحث دليلًا كميًا على أنماط تمثيل هوليوود، مشيرًا إلى أن زيادة تنوع المخرجين يمكن أن تحسن التمثيل.

كما تفتح الدراسة إمكانيات جديدة لفهم كيفية تصوير الممثلين وما إذا كانت الصور تديم الصور النمطية.

المنهجية

ـ حلل الباحثون 4412 ساعة من اللقطات

ـ اللقطات هي مجموع أفلام 2307 أفلام

ـ استخدم في التحليل تقنية رؤية الكمبيوتر لتتبع وجوه الممثلين

ـ استفاد الدارسون من إعفاء اتحادي من قانون حقوق الطبع والنشر

ـ الإعفاء فك تشفير أقراص الفيديو الرقمية للبحث

ـ زاد وقت ظهور النساء على الشاشة من 25% إلى 40% بين عامي 1980 و2022

ـ الأفلام التي أخرجتها النساء أظهرت تكافؤًا بين الجنسين

ـ تمثيل الممثلين السود واللاتينيين وشرق آسيا وجنوب آسيا في ازدياد

ـ الأدوار القيادية بقيت أكثر للرجل الأبيض

- كان الممثلون السود ممثلين تمثيلا ناقصًا في الأفلام المرشحة للجوائز مقارنة بأفلام شباك التذاكر، خاصة بين 1990 و2010