على مدار عقود وألحان أبو نورة تحلق " فوق هام السحب" وتنقلنا إلى "الأماكن" التي كانت "على البال" وبكل التفاصيل .

في كل أغنية من أغانيه تجد جزءاً من حياتنا، "الرسايل" كانت وسيلته للتواصل، و"مساء الخير والاحساس والطيبه" كانت تحيته لمحبيه الذين سهروا على صوته إلى أن أشرقت أنوار "الفجر البعيد".

"من بادي الوقت" كانت محاولة لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء ليجمع شتات الشجن والرومانسية في "ليلة خميس" ويجعلها ليلة خالدة تتجلى مثلما تتجلى "بنت النور" على ضياء القمر.


قصة حب "سريت ليل الهوى" سارت على رمال نجد، ثم اتجه اللحن جنوبا إلى " سودة عسير" التي انورت والتحفت بالضباب، يهبط بعدها اللحن إلى مغارس الفل والريحان والكاذي صبيا لأنه فعلا "مثل صبيا في الغواني ما تشوف". ويواصل اللحن مسيرته إلى "الساحل الشرقي" حيث يمتزج نسيم البحر وزرقة الموج وصفاء الروح.

"أبعاد" أغانيه كانت أجنحة تنقلنا إلى عوالم تتداخل فيها المشاعر، حيث نجد أنفسنا تائهين بين حلاوة اللحن وعذوبة الكلمات، حالمين بما وراء "المسافة والباب والسور والحارس" ،لنجد أنفسنا مغمورين بدفء أحاسيس "جمرة غضى" و"الهوى الغايب" الذي أصبح "من رماد المصابيح اللي انطفت في الريح".

نعم "اختلفنا" من يحب الثاني أكثر لكننا اتفقنا على أن "بدايات المحبة ونهايات الوله " مذهلة حقا.

حتى في اعمق اعماق الألم والحزن" غالي الأثمان" "ينشد عن الحال" و يعاتب برقة العاشق الملهوف "أنت نسيتي وحتى الدموع اللي بقت صارت تخاف ".

ابونورة طرف ثالث في كل قصة وشعور عشناه من "يا غايبة" التي فرش لها الدنيا حرير ولم تعد إلى صوت "ريانة العود" ينادي تذكر.. تذكر الحلم الصَّغير وجدار من طين وحصير.

في "العقد" جمع أجمل اللآلئ وصنع منها عقدًا فنيًا بديعًا، يحمل في طياته خلاصة مسيرته الفنية الثرية.

بجدارة استطاع أن يكون "البرواز" الذي يُظهر جمال الموسيقى السعودية. حاملا إياها من المحلية إلى محافل العالمية.