تلتهم كثير من العروض الاستهلاكية والحياتية التي تطرح بكثرة كل إمكانية للادخار يمكن أن يفكر فيها الشباب الذين ينساقون مع الانفتاح الذي تروّج له وسائل التواصل الاجتماعي، ويحاولون مجاراة أحدث الصيحات والموضات، وهو ما رفع حجم الإنفاق الذي يزيد مساحة الديون، ويعقّد مساحة الادخار.

أسلوب حياة

يتغير الادخار، وهو أسلوب حياة، مع اختلاف الظروف والمستجدات التي تطرأ على حياة الشخص، فلو انخفضت الرواتب الشهرية أو الأرباح تنخفض معها نسبة الادخار، والعكس صحيح، إلا أن معظم الأشخاص حتى ممن يدخرون بانتظام لا يعملون وفق هذه المعادلة، إنما يحافظون على معدل ثابت للادخار بغض النظر عن الارتفاع الذي يطرأ على رواتبهم.

وتشير عدد من الدراسات إلى أن الشباب لا يدخرون لمستقبلهم، بل يعيشون على مبدأ «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، وهو مبدأ اعتادت عليه شريحة كبيرة من المجتمع الذين يجد كثير منهم صعوبة في عملية الادخار، لقلة دخلهم المادي وعدم وجود فائض إذ بالكاد يلبي متطلبات حياتهم الأساسية.

تأثير المباهاة

يعزو سالم علي (32 سنة)، وهو موظف حكومي، عزوف الشباب عن الادخار إلى البيئة التي يعيشون فيها، حيث يتأثر الشباب إذا ما كانوا يعيشون في بيئة مستهلكة بشكل كبير، وهذا الأمر لا يشجعه على الادخار، إلى جانب المباهاة والتنافس.

وأوضح «كل ذلك يؤثر على الثقافة الاستهلاكية للشباب، إلى جانب الإعلانات التي تحاصرهم في وسائل التواصل، وسيل التنزيلات الذي تنتهجه بعض الشركات التجارية التي أثرت على نمط الحياة وزادت معدل الاستهلاك».

القرض رحلة معاناة

تشير شيماء (38 سنة)، وهي موظفة قطاع خاص إلى أن عدم التخطيط المالي ووضع ميزانية شهرية، يعد من أبرز المعوقات التي تقف في وجه الادخار، خصوصا مع ارتفاع نسبة القروض وتسهيلاتها، حيث تحمّل الشباب كثيرا من الأعباء الشهرية غير المبررة.

وترى شيماء أن سلبيات القروض أكبر بكثير من فوائدها، وتقول «الفائدة الوحيدة للقروض هي تلبية الحاجة في وقتها، لكن بعد ذلك تبدأ رحلة المعاناة في سبيل سداد القروض التي تتآكل معها كل فرص الادخار».

عوائق أمام الادخار

ترى الأخصائية النفسية في مستشفى الشفاء في نجران شادن حمدي، أن كثرة الديون والقروض هي العائق الأبرز والأهم أمام عدم الادخار، حيث ليس هناك أي تمييز ما بين الحاجات الأساسية والكمالية، خاصة مع توفر خدمة الأقساط التي توفرها في عدد من القطاعات المختلفة.

وتتابع «نتيجة لما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي وتأثر فئة الشباب بمشاهير تلك الوسائل، جعلتهم يندفعون لشراء الضروري وغير الضروري، كما أن تصوير المشاهير لمقتنياتهم وخروجهم إلى الكافيهات والمطاعم دون تنسيق وترتيب، قاد إلى عدم تحكم الشباب برغباتهم، كل هذه المعطيات أدت إلى تراكم الديون والقروض، وبالتالي أثروا بشكل سلبي على الجو الأسري».

وأكدت على ضرورة تحديد ميزانية شهرية وكتابة الحاجات الضرورية قبل الذهاب إلى السوق، وتحديد ميزانية خاصة بالأمور الترفيهية والواجبات الاجتماعية، وشددت على أهمية دور الفرد والأسرة والمؤسسات العامة والخاصة لغرس ثقافة الادخار وجعلها أسلوب حياة، فالادخار ليس مجرد وضع الأموال في البنك أو الاحتفاظ بها، وإنما أصبح مطلبا أساسيا لمواجهة الظروف الطارئة.

قاعدة 50 – 30 – 20

ـ ينصح خبراء الاقتصاد باتباع هذه القاعدة

ـ هذه القاعدة تساعد في توزيع الدخل الشهري

ـ تطبيقها يحول دون الوقوع في عجز بالميزانية أو زيادة حجم المصاريف الشهرية

كيف تطبق قاعدة 50 ـ 30 ـ 20

يقسم الراتب كالتالي:

%50

للنفقات الأساسية الثابتة

هذه النفقات تلبي الاحتياجات الشهرية

(فواتير الكهرباء والمياه، مصاريف التعليم، مصاريف الرعاية الصحية والاتصالات وغيرها)

%30

للنفقات المتغيرة

تشمل بعض الكماليات التي ترفع مستوى رفاهية العيش

هذه النفقات تتغير من شهر إلى آخر حسب المواسم

%20

ادخار مستقبلي لمواجهة أي طارئ

هدفه الحد من اللجوء للقروض والتمويل الشخصي