بينما يتعرض الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لتحقيقات تشكك في نزاهته، وإساءته المحتملة للسلطة مع نجله هانتر، يواجه عزلة دولية لوقوفه مع الاحتلال الإسرائيلي، وقصفه المستمر غزة. من جهة أخرى، يرى خبراء أن بايدن إذا تخلف عن تمويل أوكرانيا فستضيع بذلك مصداقية الولايات المتحدة التي تعهد باستعادتها، وسيؤدي الفشل في الموافقة على تمويل جديد لها إلى تقويض ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي، ويحول العزم الأمريكي إلى حكاية تحذيرية بشأن عدم الاستقرار الأمريكي.

سلوك الرئيس

ويضغط مجلس النواب نحو التصويت للسماح رسميا بالتحقيق في قضية عزل الرئيس جو بايدن، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه رئيس مجلس النواب مايك جونسون وفريق قيادته ضغوطًا متزايدة، لإظهار التقدم فيما أصبح تحقيقًا استمر عاما تقريبًا يتمحور حول المعاملات التجارية لأفراد عائلة بايدن. وبينما أثار تحقيق النواب تساؤلات أخلاقية، لم يظهر أي دليل على أن بايدن تصرف بشكل فاسد أو تلقى رشاوى في منصبه الحالي أو منصبه السابق كنائب للرئيس.

وقبل التصويت، وصف جونسون ذلك بأنه «الخطوة الضرورية التالية»، معترفا أن هناك «الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالإحباط، لأن هذا لم يتحرك بشكل أسرع». لكن جونسون قال إنه يعتقد أن القرار سيحظى بموافقة مجلس النواب، و«سنكون في أفضل وضع للقيام بمسؤوليتنا الدستورية».

تحقيق المساءلة

هو تحقيق في مخالفات محتملة من قِبل مسؤول فيدرالي مثل رئيس الولايات المتحدة أو مسؤولي مجلس الوزراء أو القضاة.

وأجرى الجمهوريون في مجلس النواب تحقيقات صارمة مع بايدن وابنه هانتر، زاعمين أنهما متورطان في مخطط لاستغلال النفوذ منذ حصولهم على الأغلبية في مجلس النواب في يناير. ومن خلال إجراء تصويت في القاعة، فإن رئيس مجلس النواب، الذي تولى منصبه لمدة أقل من شهرين، سوف يسجل مؤتمره دعما لعملية عزل يمكن أن تؤدي إلى العقوبة النهائية للرئيس: العقوبة على ما يفعله الرئيس، ويصفها الدستور بأنها «جرائم كبرى وجنح»، التي يمكن أن تؤدي إلى العزل من المنصب إذا تمت إدانته في محاكمة في مجلس الشيوخ. ومن شأن التصويت الناجح أن يضمن أيضًا أن يمتد التحقيق في قضية العزل إلى 2024 عندما يترشح بايدن لإعادة انتخابه، إذ يبدو أنه من المرجح أن يتنافس مع الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي تم عزله مرتين خلال فترة وجوده في البيت الأبيض. ودفع ترمب الجمهوريين إلى التحرك بسرعة بشأن عزل بايدن كجزء من دعواته الأوسع للانتقام من أعدائه السياسيين.

دعم الكونجرس

ويكافح بايدن لتأمين دعم الكونجرس من أجل مواصلة المساعدة الأمريكية لأوكرانيا. وعلى الرغم من وعده مرارا وتكرارا أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا، فليس هناك ما يشير إلى وجود اتفاق بين الحزبين للحفاظ على تدفق الإمدادات مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.

ويبدو أن الرحلة التي تم الترتيب لها على عجل إلى واشنطن من قِبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بما في ذلك زيارته البيت الأبيض، لم تأت بنتائج سريعة، بينما المخاطر أعلى في أوكرانيا التي تواجه إمدادات متضائلة من قذائف المدفعية وذخائر الدفاع الجوي اللازمة لصد التقدم الروسي. وقال ماكس بيرجمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، الذي يشغل الآن منصب مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: «لقد تجولوا، ليخبروا الجميع أن أمريكا يمكن الاعتماد عليها، لكن من الواضح أننا لسنا كذلك». فالتأخير والمشهد العلني للمشاحنات السياسية في لحظة ذات عواقب جيوسياسية خطيرة يشجعان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويمكن أن يتردد صداهما في أماكن أخرى، حيث يعتمد الأمن على الضمانات الأمريكية.