وتعكس هذه التطورات حالة من عدم الاستقرار داخل الإدارات الحكومية، في ظل توجه إدارة ترمب وماسك نحو تقليص التوظيف الحكومي، والحد من العمل عن بُعد. وبينما يرى مؤيدو هذه السياسات أنها ضرورية لتعزيز كفاءة الإنفاق، يحذر المعارضون من أنها قد تؤدي إلى اضطرابات واسعة في الخدمات الحكومية الحيوية.
دعم ترمب
حصل ماسك على دعم من الرئيس دونالد ترمب الذي تبنى موقفه بحجة مكافحة الفساد وإهدار الأموال في القطاع الفيدرالي. وزعم ترمب أن إدارة كفاءة الحكومة، التي يشرف عليها ماسك، كشفت عن «مئات المليارات من الدولارات في عمليات احتيال»، مشيرًا إلى أن هناك موظفين فيدراليين يتقاضون رواتب دون أن يكون لهم وجود فعلي. لكن هذه الادعاءات لم تُدعم بأدلة واضحة، مما أثار انتقادات من مسؤولين داخل الحكومة.
وفي ظل هذه الضغوط، تلقت الوكالات الفيدرالية توجيهات متضاربة بشأن الامتثال لطلب ماسك. ففي حين طُلب من بعض الموظفين الرد على طلبه، أُبلغ آخرون بأن الأمر اختياري، بينما وُجه البعض بعدم الرد نهائيًا. هذا التخبط زاد من حالة الإرباك داخل المؤسسات الحكومية. إعادة التوظيف
في خطوة غير متوقعة، بدأت بعض الوكالات الفيدرالية في إعادة توظيف موظفين تم فصلهم أخيرًا، في مؤشر على الفوضى التي صاحبت قرارات تقليص القوى العاملة.
وعلى سبيل المثال، اضطرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى إعادة تعيين موظفين مختصين في الأجهزة الطبية وسلامة الأغذية، بعد أيام فقط من فصلهم، إثر ضغوط من جماعات صناعية كبرى.
وشملت عمليات الفصل والإعادة موظفين في مجالات حساسة، مثل الأسلحة النووية وإدارة المتنزهات الوطنية، وهو ما أثار مخاوف بشأن تأثير هذه التخفيضات على الخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة.
سياسات العودة
بالتزامن مع هذه التوترات، بدأ الموظفون الفيدراليون في العودة إلى العمل من المكاتب تنفيذًا لأمر صادر عن ترمب، يُنهي العمل عن بُعد الذي استمر منذ جائحة كوفيد-19. إلا أن تنفيذ القرار واجه عقبات عملية، حيث لم تكن بعض المكاتب الإقليمية في مدن، مثل بوسطن وشيكاغو وسان فرانسيسكو، جاهزة لاستقبال الموظفين.
وفي رسالة بريدية داخلية، حصلت عليها وكالة «أسوشيتد برس»، أوضح مسؤولون في وزارة التعليم أن بعض الموظفين الذين يعيشون على بُعد أكثر من 50 ميلًا من المكاتب لن يُطلب منهم العودة الفورية، وسيتم تنفيذ القرار بشكل تدريجي حتى أبريل وما بعده.
ولم تقتصر قرارات ماسك الصارمة على الموظفين الفيدراليين، بل امتدت إلى شركته الخاصة، حيث أصدر تحذيرًا لموظفي منصة «X»، مؤكدًا أنه سيتم وضع أي شخص لا يعود إلى المكتب هذا الأسبوع في «إجازة إدارية».

إيلون ماسك يهدد بطرد الموظفين الفيدراليين الذين لا يستجيبون لطلبه بتقديم قائمة تحتوي على خمسة إنجازات أسبوعية
مكتب إدارة الموظفين الأمريكي يوضح أن الرد على طلب ماسك اختياري
ترمب يدعم طلب ماسك، ويزعم اكتشاف عمليات احتيال واسعة في القطاع الفيدرالي
التوجيهات المتضاربة بين الوكالات الفيدرالية أدت إلى إرباك الموظفين بشأن كيفية الامتثال
إعادة توظيف موظفين فصلوا أخيرا في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد ضغوط من الصناعات الكبرى
بعض الوكالات الفيدرالية تواجه صعوبة في تنفيذ أمر العودة إلى المكاتب بسبب عدم استعداد بعض المكاتب الإقليمية
ماسك يهدد موظفي «X» بوضعهم في إجازة إدارية إذا لم يعودوا إلى مكاتبهم في الوقت المحدد