تصاعدت المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع استمرار رفض إسرائيل الالتزام ببنوده، وتأخيرها الإفراج عن نحو 600 أسير فلسطيني، الأمر الذي وصفته حركة حماس بأنه «انتهاك خطير» يهدد بعودة المواجهات المسلحة.

وقال باسم نعيم، أحد كبار مسؤولي حماس، في بيان مكتوب: «حماس التزمت بجميع بنود الاتفاق، لكن إسرائيل تعرقل التنفيذ، ما يعرض الاتفاق لخطر الانهيار، وقد يؤدي إلى استئناف الحرب»، وكان من المفترض أن تفرج إسرائيل عن الأسرى نهاية الأسبوع الماضي، عقب إطلاق سراح رهائن احتجزتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، إلا أن تل أبيب أرجأت التنفيذ، ما عرقل بدء المرحلة الثانية من المفاوضات.

مستقبل غامض


ومع اقتراب موعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم السبت، تزداد الضغوط الدبلوماسية لمحاولة تمديده وإفساح المجال لمفاوضات جديدة، ومن المقرر أن يعود دبلوماسي أمريكي إلى المنطقة هذا الأسبوع لبحث سبل تمديد الهدنة، إلا أن حماس أكدت أنها لن تشارك في أي محادثات جديدة قبل تنفيذ إسرائيل التزاماتها.

نقود مجمدة

ومن جهة أخرى ذكر مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية في المنطقة أن الخطوة التي اتخذتها إدارة ترمب بتعليق التمويل لمنظمة الصحة العالمية أدت إلى تجميد 46 مليون دولار لعملياتها في غزة.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن، إن «التجميد» من شأنه أن يترك ستة مجالات تعاني من نقص التمويل، بما في ذلك عمليات الطوارئ الطبية، وإعادة تأهيل المرافق الصحية، والتنسيق مع المنظمات الشريكة، وعمليات الإخلاء الطبي.

وقال بيبركورن، في تصريحات للصحفيين من غزة خلال إفادة صحفية للأمم المتحدة في جنيف، إن الأموال اللازمة لمثل هذه العمليات لا تزال في خط أنابيب تمويل منظمة الصحة العالمية، و«ما زلنا نواصل العمل بكامل قوتنا» في الأنشطة.

وذكر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، إنه ليس لديه أرقام حول كيفية تأثير تخفيضات التمويل الأمريكية على مجمل عمليات المنظمة في جميع أنحاء العالم.

أطفال يموتون

ووسط هذه التطورات السياسية، تستمر معاناة سكان غزة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية، فقد أكد مسعفون فلسطينيون وفاة ستة أطفال على الأقل بسبب انخفاض حرارة الجسم خلال الأسبوعين الماضيين، بينما يواجه مئات الآلاف ظروفًا معيشية قاسية في خيام ومبانٍ مدمرة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 10 درجات مئوية ليلاً. وقال الدكتور أحمد الفراح، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، إن المستشفى استقبل جثة طفلة عمرها شهران، بينما عولج طفلان آخران من قضمة الصقيع، فيما سجلت وزارة الصحة في غزة 15 حالة وفاة نتيجة البرد القارس هذا الشتاء.



دمار هائل

ومع استمرار وقف إطلاق النار، عاد نحو 600 ألف فلسطيني إلى شمال غزة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام واقع صعب: لا ماء، لا كهرباء، ولا خدمات أساسية. وتشير التقديرات الدولية إلى أن إعادة إعمار غزة سيكلف نحو 53 مليار دولار، إلا أن غياب التمويل والبنية التحتية اللازمة يجعل من البدء في هذه المهمة أمرًا شبه مستحيل في الوقت الراهن.

تصاعد اليأس

ومع اقتراب موعد انتهاء الهدنة، يتزايد القلق بشأن احتمال استئناف القتال، خاصة في ظل تعثر المفاوضات وتفاقم الأوضاع الإنسانية، ويرى مراقبون أن استمرار التعنت الإسرائيلي قد يؤدي إلى انفجار الوضع مجددًا، مما يعيد غزة إلى دوامة الحرب والدمار.

وفي ظل هذا المشهد القاتم، يعيش الفلسطينيون في حالة من الترقب والخوف، بينما يتساءلون: هل سيكون هناك أمل في حل سياسي، أم أن عودة الحرب أصبحت مسألة وقت؟، مع مأساه قرار تجميد التمويل الذي يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة، حيث يعتمد مئات الآلاف على المساعدات الطبية العاجلة.



المخاطر والتبعات المحتملة لتجميد التمويل

1 - تجميد 46 مليون دولار

أدى قرار إدارة ترمب بتعليق التمويل لمنظمة الصحة العالمية إلى تعطيل عملياتها في غزة، مما أثر على الخدمات الصحية الأساسية.

2 - تأثير مباشر على ستة مجالات حيوية

يشمل ذلك:

عمليات الطوارئ الطبية.

إعادة تأهيل المرافق الصحية.

التنسيق مع المنظمات الشريكة.

عمليات الإخلاء الطبي.

3 - استمرار العمل رغم الأزمة

أكد مسؤول منظمة الصحة العالمية في غزة أن الأنشطة لا تزال مستمرة، رغم تجميد الأموال، لكن نقص التمويل قد يؤدي إلى تراجع الخدمات في المستقبل.

4 - تأثير غير معروف على مستوى العالم

لم تحدد منظمة الصحة العالمية مدى تأثير التخفيضات الأمريكية على عملياتها الدولية، لكن من المتوقع أن تتضرر المناطق التي تعتمد بشكل أساسي على الدعم الخارجي.

التبعات المحتملة

تدهور الخدمات الصحية في غزة.

عرقلة جهود الإغاثة الدولية.

زيادة الضغط على المستشفيات.

إضعاف الاستجابة للأزمات الصحية.