أثار اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب تفاؤلا حذرا في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث اعتبره البعض «فرصة أخيرة» لضمان سلام متوازن ودائم في أوكرانيا.

ووصف جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة، مهمة ماكرون بأنها «مستحيلة»، لكنه أشار إلى خبرته في التعامل مع ترمب.

مخاوف أوروبية


قال أرو لقناة «بي. إف. إم. تي في» إن ماكرون ذهب إلى واشنطن لتجنب السيناريو الأسوأ في ظل مخاوف أوروبية من أن تسلّم الولايات المتحدة أوكرانيا لروسيا دون شروط. وأضاف: «ماكرون هو الوحيد القادر على القيام بهذه المهمة، خاصة بعد الانتخابات الألمانية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».

وفي افتتاحية لصحيفة «فرانس إنفو»، أشارت إلى أن ماكرون استطاع تحقيق نقطة مهمة بكونه أول رئيس دولة أوروبي يزور ترمب منذ انتخابه. لكنها حذّرت من أن قرارات البيت الأبيض قد تتغير بسرعة، قائلة: «ما يبدو متفقا عليه اليوم قد لا يكون كذلك غدا».

من جهته، رأى كلود بلانشمايسون، السفير الفرنسي السابق لدى موسكو، أن ماكرون «أحسن التصرف» بالذهاب إلى واشنطن، حيث استعد جيدا عبر التشاور مع القادة الأوروبيين قبل الزيارة، وذلك بالتزامن مع اتفاق الاتحاد الأوروبي على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا.

تحقيق التوازن

أما صحيفة «ليزيكو» الاقتصادية، فأكدت أن ماكرون حاول تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على علاقته الشخصية مع ترمب وإعادة تنشيط التحالف عبر الأطلسي، الذي أضعفته الإدارة الأمريكية الراغبة في تقليص وجودها في أوروبا.

وعلى الرغم من الأجواء الودية التي غلبت على اللقاء، فإن مجلة «لو بوان» شددت على أن «التفاهم الجيد بين الزعيمين يخفي خلافات عميقة»، مشيرة إلى أن الاختلافات كانت واضحة حتى خلال مداولات الأمم المتحدة في اليوم نفسه.