تعمل وزارة التعليم على تطبيق نظام تعليم مدمج للمدارس المشتركة والمشغلة على فترتين، الأولى صباحية تبدأ من الـ7 صباحًا وتنتهي في الساعة الـ12.45 بعد الظهر، والثانية مسائية تبدأ من الواحدة ظهرًا وحتى الـ6 مساء بطواقم إدارية وتعليمية وطلاب وميزانية مستقلة عن المدرسة الصباحية.

ويقضي النظام المدمج بأن يكون التعليم كاملا في الفترة الصباحية، حيث يكون عمل المدرسة الأولى حضوريًا لمدة 3 أيام (الأحد والاثنين والثلاثاء) والثانية عن بعد عبر منصة مدرستي، في تلك الأيام المشغولة بمدرسة أخرى، مع عكس العملية التعليمية بالتناوب ما بين المدرستين على مدار الأسابيع، حيث إن المدرسة التي تكون حضوريا لمدة 3 أيام ويومين عن بعد تتحول في الأسبوع التالي لتكون عن بعد 3 أيام وحضوريًا ليومين، على أن يستمر التناوب خلال فترة الدمج.

ويهدف هذا الإجراء إلى حوكمة الانتقال لنظام التعليم المدمج على فترتين، مع تحديد الحالات الخاصة للمدارس التي تستدعي الانتقال إلى نمط التعليم المدمج، وتوحيد الإجراءات اللازمة لهذا الانتقال، مع تحديد الأدوار والمسؤوليات للجهات المعنية عند الانتقال إلى النمط المدمج في المدارس المشتركة بنظام الفترتين. تخصيص مواد سيتم عبر تطبيق هذا النظام تزويد ولي أمر الطالب بجدول حضور الطالب رسميًا مع تخصيص 60% من حصص المواد الآتية في الأيام الحضورية وهي «لغتي، الرياضيات، العلوم» مع مراعاة تنظيم الجدول الدراسي في النموذج بحيث تحظى جميع المواد بفرصة تدريس حضوري مع تكوين لجان لتنفيذ هذا القرار على مستوى التعليم برئاسة مدير التعليم، وعلى مستوى المكاتب برئاسة مدير المكتب، وعلى مستوى المدارس برئاسة مدير المدرسة وعدد من الأعضاء في جميع الجهات المعنية بتنفيذ هذا القرار. حل مؤقت أكد الخبير التربوي حمدان محمد الرفاعي لـ«الوطن» أن هذا الإجراء هو «حل مؤقت وناجح لإنهاء أزمة التعليم في الفترة المسائية، والتي جاءت بشكل مؤقت، إلا أنها انتشرت في الفترة الأخيرة وتحديدًا في المدن الكبيرة، حتى أصبح مستمرًا خلال الفترة الماضية، وهو ما يستدعي الاستفادة من منصة «مدرستي» بشكل فعال وإنهاء أزمة المسائي، لا سيما وأن منصة «مدرستي» حققت نجاحًا متميزًا خلال فترة كورونا».

ونوه إلى أن «التعليم الصباحي بمدارس مستقلة هو الأمثل وله نتائج إيجابية في الحضور المبكر والانضباط التام والتحصيل الدراسي وهو المراد والمبتغى منه في التعليم، إلا أنه في مثل هذه الظروف فإن استخدام البدائل ودمجها بالتقنية يُعطي نتائج أفضل من استمرار المدرسة بشكل تام في النظام المسائي، مع أهمية متابعة تنفيذ هذا الإجراء وتنفيذ الأبحاث العملية خلال استمراره لمدة عام لمعرفة نتائجه بشكل دقيق».

وأضاف «عميلة الدمج ستساهم بشكل كبير في الجانب الاقتصادي للمدرسة حيث ستخفف العبء على أحمال الطاقة الكهربائية، فالمدرسة التي تعمل لمدة 16 ساعة سوف تقتصر على نصفها، ما يجعل المدرسة أكثر استدامة، وينهي أزمة الصيانة للمكيفات التي تواجه أعطالًا وخصوصًا خلال الأجواء الحارة». معاناة أسرية وضحت المعلمة نوره سالم لـ«الوطن» أنها تعمل في الفترة المسائية، وهو الوقت الذي يتزامن مع عودة أبنائها إلى المنزل بعد انتهائهم من دراستهم في الفترة الصباحية، وقالت «اختلاف الأوقات بيني وبين أبنائي يشكل معاناة مستمرة، فهو لا يمنحني فرصة متابعتهم ولا الجلوس معهم ومعرفة مدى التزامهم بتحضير دروسهم خلال فترة عملي».

وتابعت «قرار الدمج يبعث أملًا كبيرًا في إنهاء هذه المعاناة، ويمنحنا قدرة أكبر كأسر على تنظيم أوقاتنا وأوقات أبنائنا، ويساعدنا كمعلمات في فترات مسائية على احتواء أسرنا والقيام بدورنا تجاهها». برنامج مرهق يشتكي عبدالرحمن العلي وهو ولي أمر لطالب يدرس في المرحلة الثانوية، ويقول «لظروف الصيانة نقل ابني لمدرسة تعمل في الفترة المسائية، وبذلك اختلف برنامجه تمامًا عن بقية إخوته الذين ينهون واجباتهم قبل عودته من المدرسة، فيما يضطر هو للسهر حتى وقت متأخر لينتهي من تحضير دروسه، وهو ما قد يوثر على نتيجته الدراسية».

ونوه إلى أن هذه الأزمة جعلته يسعى للبحث عن مدرسة صباحية لابنه حتى لو كانت خارج الحي الذي يسكنه، وقال «بات الأمر مزعجًا جدًا، ولا شك أن التعليم المدمج سيكون حلًا مثاليًا، وإن كنت أبحث أكثر عن التعليم الحضوري في الفترة الصباحية الذي أجد أنه الأنسب والأفضل». التعليم المدمج يتم تطبيقه في المدارس التي تعمل على فترتين صباحية ومسائية يقوم على التناوب في المدرسة الواحدة وفي الفترة الصباحية يداوم طلاب المدرسة الأولى 3 أيام حضوريا ويومين عن بعد يتبادل طلاب المدرستين برنامج الحضور وعن بعد أسبوعيا 60% من مواد لغتي والرياضيات والعلوم تقدم في الدراسة الحضورية.