في الفترة الحالية، وحسب ظروف المسلمين هناك، يعتبر الهند أسوأ بلد من الممكن أن يعيش فيه شخص مسلم، منع للعبادات، تقييد للمسلمات، تهجير وتشريد، هدم بيوت المسلمين، قطع للأرزاق، اعتداءات ممنهجة على المقدسات الإسلامية، ومؤخرًا استهزاء بقدوتنا وحبيبنا محمد.

تستهدف آلة الحرب المسلمين في شتى مناطق العالم إلا أن ما يواجهه المسلمون في الهند مختلف تمامًا؛ لأن المتطرفين من الهندوس هاجموا بيوتهم، ومحالهم التجارية، ومساجدهم التي يؤدون صلواتهم فيها، ومنعوا من تناول اللحوم وتأدية العبادات الإسلامية والحجاب للمسلمات.

هذه ممارسات تنتهجها المنظمات الهندوسية المتطرفة في مناطق تجمع المسلمين في المدن الهندية، والتي تهدف لتشريدهم أو إجبارهم على ترك دينهم واعتناق الهندوسية.


حيث استغلت المنظمات الهندوسية المتطرفة، وعلى رأسها حزب «بهاراتيا جاناتا» الحزب الحاكم في الهند، والذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» الحرب الروسية الأوكرانية لتنفيذ أجنداتها المبنية على الكراهية في استهداف المسلمين وبمشاركة من الدولة، ولكن هذه الحرب أثبتت أن المجتمع الدولي يستطع أن يتخذ قرارات قاسية بحق المعتدين مهما كانت قوتهم.

خلال شهر رمضان 2022، داهمت الجرافات حي جهانجيربوري شمال دلهي بأوامر من السلطات المحلية، وباشرت بهدم عدة مبان في المنطقة بحجة «البناء غير القانوني»، ولكن عمليات الهدم لم تطل سوى منازل ومتاجر للمسلمين، وبوابة مدخل لمسجد ثم توقفت الجرافة عندما وصلت لمعبد هندوسي يبعد عن المسجد خمسين متراً.

بالإضافة إلى إطلاق مواكب دينية مستفزة للاحتفال بمهرجانات هندوسية أمام مساجد محلية للمسلمين ما تسبب قبل أيام بأعمال عنف استهدفت المسلمين في الحي.

إن إطلاق تلك المهرجانات تكون مدبرة، حيث يتعمد القائمون عليها بتوجيهها نحو مساجد المسلمين ومناطق سكنهم ثم القيام برفع السيوف والعصي إشارة إلى تهديدهم بها، وذلك ما حدث في ولاية ماديا براديش وولاية غوجارات ومنطقة هاوراه بولاية البنغال الغربية، حيث اندلعت الاشتباكات ونهبت بيوت المسلمين وأُضرمت النيران فيها.

وبعدما تحدث الاشتباكات بين المسلمين والهندوس يأتي الدور على القوات الأمنية الهندية التي تقوم بالضرب والاعتقال، لكن كما هي العادة يكون أغلب المعتقلين من المسلمين.

أما من ينتمون للجماعات الهندوسية المتطرفة يحظون بدعم حكومي يجعلهم يتمادون في جرائمهم دون خوف من أي عقوبات قانونية رغم حملهم للأسلحة في تلك المهرجانات الهندوسية المنظمة.

جميع تلك الممارسات لم تحرك ساكنًا في حكومة مودي الذي يلتزم الصمت حيال كل ما يحدث ما دفع ثلاثة عشر حزبًا هنديًا معارضًا إلى إدانته بسبب عدم تنديده بالعنف المتصاعد في الهند نتيجة أفعال هذه المنظمات الهندوسية المتطرفة.

ويبقى السؤال الأهم.. ما مصير مسلمي الهند أمام جرائم المتطرفين من الهندوس؟