تعلمنا منه الكرم والشجاعة والمروءة والشهامة والتواضع، وعدم التعالي على الناس، كان -يرحمه الله- نبراسًا لنا، أنا وأخوتي يضيء لنا الطريق، وموجهًا لنا، ومن أهم توجيهاته احترام الأقارب وصلة الرحم، وأهم ما كان يوصينا به الصلاة تلك الوصايا التي رسخت في أذهاننا وأصبحت من طباعنا وجزءًا لا يتجزأ من حياتنا، كان فقده أمرًا جللا قد أفل ذلك القمر المنير، وكنت أردد بيت المتني..
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى
أن الكواكب في التراب تغور
ولكن هذه سنة الحياة، ولن يبقى أحد في هذه الدنيا الفانية خالدًا مخلدًا، هكذا القدوة الحسنة وقد تذكرت وفاته بعد ما يقارب الـ5 سنوات وتخالجت بداخلي الأفكار.. الأب رجل لن يتكرر في الحياة ولا يغني عنه أي أحد أبدًا، والأب هو معطف الأمان في ليالي العمر الباردة، فيا رب عن كل قطرة عرق نزلت من أبي سعيًا لرزقنا ارفع بها درجته في الجنة.. رحم الله والدي وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ورحم الله جميع أموات المسلمين وغفر لهم.