في السن التي ينهمك فيها الأطفال مع ألعابهم، كنت أسمع في مجلس والدي- رحمه الله- الحكايات الشعبية «عن الفرسان، وعن المعارك التي دارت رحاها بين القبائل قبل تأسيس المملكة، وعن الصيد والإبل، وعن نوء الثريا وقراح الصيف وبرق الخريف، وعن مدى فسيح ممتد لا حدود له...» كنت أستمع وأستمتع بالقصائد الأصيلة التي تدور مع فناجين القهوة على إيقاع المطر ورائحة البن والهيل ورائحة النار في ليالي الشتاء الباردة وعلى نسمات الأودية والحقول القريبة في ليالي الصيف الماتعة في قريتنا التي «لا تنـزل الأحزان ساحتها».

أتذكر أنني حفظت أول «قصيدة شعبية» عندما كنت طالباً في الصف الأول ابتدائي، تحديداً عام 1411- أيام أزمة الخليج- وما أكثر ما كان والدي يحرج ذلك الطفل الخجول بـ«تعال سمعنا القصيدة»، وعرفت فيما بعد- وهو يطلب الطلب نفسه من أشقائي الذين يصغرونني- أنه يريد زرع الثقة.

كنت ملازما لهذا الأب العظيم منذ طفولتي، أحضر معه مجالس عامرة بوجهاء القبيلة وأعيانها في المرحلة التي استقر فيها في قريته وتفرغ للمزرعة التي بذل مياهها العذبة صدقة للإنسان وللطير ولكل كبد رطبة، وأوصى بذلك... كما تفرغ لمجلسه العامر الذي يصدق عليه قول الشاعر الكريم: «من كثرة ضيوفه تشال المراكي»

بعد أن قضى الخمسين الأولى من عمره في تتبع المطر وفي التنقل والترحال، كما كانت تتطلب حياة البادية في مراحل وتجارب اختصرها بهذا البيت من قصيدة طويلة:

«جربت عسر ويسر وأفراح وأحزان

وجربت حالات البدو والحضارة»

ومن الخصال التي تميز بها «العرف»، والعارفة كما هو معروف عند القبائل: ذو حكمة ونظرة بعيدة وثاقبة، ولا بد أن يكون «موسوعي الثقافة» والقصد هنا: الثقافة الشفاهية التراثية»، وكذلك عارف بقوانين القبائل حاضر البديهة، وكذلك أغلب من أعرفهم من «العوارف» يجيدون الشعر ويحفظون.

كنت أسمع والدي عندما يلجؤون إليه من أجل الإصلاح بين المتخاصمين يستخدم «الشعر بين الكلام» يوجه وينصح ويحذر، ويسخر بأبيات أتذكر منها شطر لمستور العصيمي: «ترى الردى ما ينقله في داخله غير الضعيف»، وشطر لمطلق الثبيتي: «ما يغسل القلوب الا كلام السماحي»، وشطر لمطلق الثبيتي أيضا: «ولا تلوم الرجال إلا ليا طاعت مقاريدها».

ويظهر أن أبيات «القلطة» القديمة زاخرة بالحكم الشعبية وصالحة لحل مثل هذه النـزاعات، ومن الأبيات التي أحفظها ويدخل في إطار هذا النوع من الشعر بيت للشاعر الكبير محمد الجبرتي سمعته أيضاً من الوالد:

«إن كان مالك عين قدامك وعين من وراك

تدخل عليك علوم في مخباك ما تصحى لها»

وحقيقة لا أستطيع عد نجوم الشعر الشعبي الذين تحضر قصائدهم في مجلس والدي وهم أشهر من نار على علم، لكني سأكتفي في هذا المقال بأسماء شعراء جماعتنا الذين جايلوه «1343 ـ 1435»، ومنهم من سبقه: «شليويح بن شلاح، صقر بن شلاح، محمد بن شلاح، عمار القت، عواض اللويحق، صقر بن عواض اللويحق. مطلق الهجلة، على خلف الهجلة، خليوي الهجلة، معيض القطافي، بطيان العسافي، عيد المخيفري، دخيل الله القعياني، محمد المايقي، وصيص المايقي، فتنان الصاع، سعد حمدان الصاع، سمران العضيلة، هلال الجبيل، نجا العزيزي، محمد العرافة العزيزي، جبار الشبيشيري والقائمة تطول...».

هؤلاء هم أشهر شعراء بني عبد الله من مطير الذين قطنوا بادية الحجاز بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنهم من انتقل منها.. كانت قصائدهم ومحاوراتهم الشعرية وطرائقهم تحضر في كل الأوقات.

من أجواء هذا المجلس المغمور بالشعر، ومن أجواء القرية المغمورة بالمطر انتقلت بعد تخرجي في الثانوية، من القرية– بادية الشلالحة- إلى المدينة- الرياض- وأنا أحمل ذاكرة شعر وذاكرة مطر.

أما عن اتساع المدارك- إن حدث!! وتذوق الجمال والنظرة للشعر بعين مختلفة فهي بعد التحاقي بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام بن سعود الإسلامية وتتلمذي على أيدي أساتذة يخيل إلي عندما أسمع لغتهم وفصاحتهم أنهم قدموا إلى رحاب الجامعة على حومل امرئ القيس ومطي طرفة بن العبد.

كنت وقتها أحاول إخفاء إعجابي «بقصائد نزار ولغته الفاتنة» بخاصة عند من يحذر منه ويقلل من شأنه..

كما كنت أخفي «ميولي الشعبي» وتلك الذاكرة الممتلئة بذلك الشعر المدبج بالحكمة والجمال عند من يظن أن «الشعر الشعبي» يشكل خطراً على هويتنا وعند من ينظر لهذا الشعر نظرة دونية..

مع قناعتي بما قاله أحد جهابذتها: «إن الإبداع لا يشترط اللغة أصلاً»، ومع إدراكي أن لكل مقامه، فلا يمكن أن تتحول المحاضرات العلمية إلى «سواليف مجالس شعبية» وإلى قصائد شعبية لا تخضع لقانون الإعراب وشروط اللغة... كما لا يمكن أن تتحول «مجالسنا» التي تنطلق فيها القصائد والحكايات على السجية من دون قيود إلى «محاضرات نحوية».

وكم أمقت من يستعرض ثقافته ولغته وقصائد «أدونيس، ودرويش،...» عند العوام والبسطاء بقصد التباهي.

ومع أنني لا أتذكر أنني أقحمت ما أحفظه من شعر وما كتبته في قاعات الدرس، إلا أنه عندما تبدأ دورس المعلقات وشرحها من أساتذتنا الكرام تدور في ذهني المقارنات بين ما قاله الشاعر الجاهلي والشاعر العامي، بين القصيدة التي سمعتها في مجلس والدي والقصيدة التي أسمعها من أستاذي، بين الصورة والصورة، والكلمة والكلمة، بل إنني فهمت معاني بعض المفردات الفصيحة من مفردات قصائد شعبية قديمة، على سبيل المثال: «أثافي».

ومن المواقف التي تدل على تأثري باللغة- بعد معرفتي لـ«فن الكلام»- أتذكر أنني في إجازة السنة الثانية من دراستي وجدت في مجلس والدي «شيخا» قضى حياته في عزلة بين أحضان الطبيعة، بين الجبال والأودية مع أغنامه، إلى أن انتقل إلى قريتنا في وقت متأخر من عمره، ومن حكاية قصيرة سردها توقفت أمام بلاغته البدوية وأمام مفرداته: «طاح الليل، برقت الشمس، بنات الوادي...»

فدار في ذهني هذا السؤال:

‏كيف لا نصير شعراء وهذه لهجة آبائنا!

حينما نشرت هذه الحكاية وهذا السؤال بعد سنوات في «تويتر» هاتفني: «موسوعة الشعر» وأستاذ النقد د. محمد بن راضي الشريف. وقال لي بلكنته البدوية: طيب اسمع شعري، ثم حكى لي هذه الحكاية الظريفة قائلاً:

كانت جدتي– رحمها الله- وأنا لم أتجاوز الخامسة من عمري تصنع لنا من بقايا العجين «قريصات» صغيرة وتسميها «وليدات الميفا»، في تلك السنة أتذكر أننا خرجنا في أجواء ربيعية لزيارة أحد أقاربنا الذي يسكن البادية، فرأيت آثار «الحيران: صغار الإبل» على أرض ناعمة، فقلت متعجبا: «جرتها مثل وليدات الميفا» فضحك والدي ومن معه وتعجبوا من هذا التشبيه. يقول: واليوم أقول لطلابي: لو كان والدي حسان بن ثابت لقال: «هذا من الشعر ورب الكعبة!»، مذكرا طلابه بواقعة حوار حسان بن ثابت- رضي الله عنه- مع ابنه التي أوردها عبدالقاهر الجرجاني في كتابه دلائل الإعجاز، وهي: أن حسان بن ثابت سأل ولده: ما الذي يبكيك؟ فقال الابن: لسعني طائر كأنه ملتف في بردى حبرة، فقال حسان: «لقد قلت الشعر ورب الكعبة».

«أعود للمقال» حاولت وقت دراستي الجامعية وبعدها.. أن أكتسب شيئاً من أدوات النقد التي يمتلكها أصدقائي وأساتذتي مما تيسر من الكتب ومن المقالات، ومن «زاويتين»، فقد كنت مسؤولاً عن كل حرف فيها وقت تعاوني مع الزملاء في مجلة اليمامة وإشرافي على القسم الثقافي حيث تجاوزت مقالاتها 600 مقال، وهي زاوية «رؤية فنية»، وزاوية «شاهد من أهلها»، كنت أنهل منهما الرؤى الفنية والرؤى النقدية على مدى عشر سنوات.

واليوم لا أدري هل يجوز لي ذلك أم لا! لكني تجرأت وارتديت نظارة نقادنا وأساتذتنا الكبار وبدأت أسترجع ما حفظته في مجلس والدي وأنظر إليه بعين من يبحث الجمال تارة، وعين أنثروبولوجية تارة، وعين من يعمل في المعاجم تارة أخرى.

وقبل أن أبدأ بمقتطفات مما تحفظه الذاكرة من ذلك الشعر الجميل أرفع هذه اللافتة:

ما يميز شعراء تلك المرحلة، أن قصائدهم وما فيها من «تشبيه واستعارة ومجاز..» تصدر عن الفطرة والسليقة «من دون تكلف»، كما يصدر الضوء الذهبي عن الشمس والضوء الفضي عن القمر.

هؤلاء الشعراء لم يقرأوا صفحة من كتاب، بل قرأوا صفحة الأرض وصفحة السماء فبدت لهم الغيوم والنجوم والجبال والنباتات والغدران والغزلان والإبل على هيئة كلمات فتشكلت قصائدهم من نار وماء.

فهذا شاعر بدوي يصف «سرعة الذلول» بقصيدة طويلة أحفظ منها هذا البيت العجيب الذي يشبه فيه الصوت الذي يصدر من «الكور: الشداد» تشبيها غير مألوف وهو صوت كصوت الحمام وليس أي حمام، بل الحمام «المحتج» تحت الأشجار الظليلة عند موارد المياه:

«تضارس عصي الكور بالقد والريسان

‏تضارس حمام»ن«حده الورد عن ظله!»

وسأكتفي بتعليق رفع معنوية ذائقتي إلى السماء، وذلك حينما غردت بهذا البيت ذات صباح فاجأني الشاعر الناقد الكبير الذي تشرب الشعرين «الفصيح/ العامي» د. سعود الصاعدي بهذا الرد:

«يا له من بيت... أرى فيه ملامح ذي الرمة، في قوله:

‏»كأن أصوات- من إيغالهن بنا -

‏أواخر الميس إنقاض الفراريج!»

المعنى: كأن أصوات أواخر الرحل أثناء إيغال الإبل بهم أصوات الفراريج»...

ولا شك أن البيت الذي يصل إلى ذائقة د. سعود الصاعدي الذي لا تجهل مكانته العلمية، يستحق أن يكون في قمة الاستشهادات.

وقريب من هذا البيت وعلى نفس هذا البحر قصيدة مدهشة لشاعر تغرب عن جماعته وذويه ما يزيد على السنوات العشر- كما يقال-.. عندما كانت الغربة غربة، وفي ليلة شعر نازعه الحنين بعد مكابدته، فغنى من قلبه هذه القصيدة:

«تبين شعاع الصبح ما نامت الأعيان

سرى الليل كله ما بقى إلا عراقيبه

وأنا أحاضي الدلة على صاهد النيران

على جال جمرن «حاميات ملاهيبه»

تأملوا الاستعارات العجيبة «عراقيب الليل» و«جال الجمر» وكيف يكاد يشتعل البيت الثاني من اللهب المتطاير من جمر الغربة..، ثم يبين الشاعر معاناته وقلقه المستمر بهذه الأبيات:

أعد الليالي وعدهن بيح الأكنان

وأنا كل ما هل الشهر قلت أبا أمشي به

وأنا لو أبجحد كل ما فالضماير بان

تبين وأنا ما أبغى المخاليق تدري به

وألا واهني سهيل عقب المغيبة بان

تبين على اللي شف قلبي وودي به

ألا يا ربوعي دونهم غرق الأمزان

أنا بالشمال ونجعهم وين أحري به

ثم يعلن في منتصف القصيدة تقريباً قرار الرجوع إلى دياره ويصف»الذلول«التي يريد أن تقلع به:

أنا وين أدور سابقي زينة القوران

زبون الحساوي والرسن ما تعاصي به

خفيف» ندب يدها ليا ناشها الشفقان

ليا خرمست سمر الغطاليس تسري به

ليا ناشها العرقوب جاها سطر وجنان

خطير «قوي الكور» تكسر مصاليبه

وحقيقة أني اجتهدت في معرفة معنى «زينة القوران» أثناء كتابة هذا المقال وتعددت الإجابات، لكن من سياق هذا البيت ومن قصائد شعبية أخرى أميل إلى أنها من أوصاف «ركض الناقة» والمعنى أن هذه «الذلول» لا تهاب من الليل ومن شدة «سرعتها الجنونية» إذا لامسها «عرقوب» الراكب يخشى أن «تكسر الشداد».

إلى أن يقول:

ليا طويت البدرة وصار السما عريان

توصلك عد «ما بدت روس أشاذيبه»

وهذا هو البيت الذي استوقفني أكثر من مرة، للبلاغة العجيبة في قوله:

«السما عريان» وكأن السحاب في عين هذا الشاعر البدوي هو اللباس الذي ترتديه السماء، وفي البيت كناية عن شدة الظمأ ووصف للحال «ليا طويت البدرة» البدرة: قربة ماء تصنع من جلد الغزال الصغير أو الماعز الصغير... أما قوله:

«توصلك عد»ما بدت روس أشاذيبه «

يقصد به: مورد ماء في الصحراء ليس له علامة بارزة من الجبال، أو أنه من بعده لا ترى "الأشاذيب" وهي رؤوس الجبال، ‏ومعلوم أن الجبال ترى من مسافة بعيدة قد تتجاوز اليوم بمشي الجمال..

ومن القصائد الجميلة التي حفظتها في ذلك المجلس قصيدة للشيخ وللشاعر عواض اللويحق– رحمه الله- هذا مطلعها:

يا مطر ولم على وسق ريمه واستريح

من تعلى كورها يا مطر علق عصاه

سبق ربداً لفها مع صلاة العصر ريح

شافت القناص بالعصر والريح اقتفاه

قصيدة جميلة وفيها كثير مما يدل على أن الشعر العامي القديم امتداد للشعر الفصيح، لكني سأكتفي بمطلعها لضيق مساحة المقال..

هذا المطلع من أبيات المقارنات التي أشرت إليها في المقال، فأتذكر عندما شرح الأستاذ معلقة طرفة بن العبد ووصل إلى هذا البيت:

ﺃﻣﻮﻥ كألواح ﺍﻹ‌ﺭﺍﻥ ﻧﺴﺄﺗـﻬـﺎ

‏ ﻋﻠﻰ ﻻ‌حب ﻛﺄﻧﻪ ﻇهر برجد

قال والمعنى: كان يضرب ناقته بـ"المنسأة: العصا"، فتبادر إلى ذهني "ناقة" عواض أميز "من تعلى كورها علق عصاه" أي: لا يحتاج للعصا!

وهذا شاعر يصف السحاب المشتعل بالبرق على ديار محبوبته:

كريم يا برق جذبني شعيله

جاله على ديرة فطوم اشتبابي

ينثر هميله والبرد في هليله

وأرقاب مزنه كنهن الهضابي

استوقفتني الاستعارة في قوله: "وأرقاب مزنه" وأعجبني فيها تشبيه السحاب الضخم بالهضاب، وقد كنت أسمع والدي يستقبل المطر مردداً هذا البيت، حتى صار ذلك ديدني. فكلما شاهدت السحاب الضخم قادماً من خلف الجبال العملاقة تذكرت هذا البيت وتذكرت والدي، فغنيت على إيقاع المطر "وأرقاب مزنه كنهن الهضابي".

أخيراً..، هذا المقتطف الأخير من "محاورة شعرية" جرت في- بادية الشلالحة- بين الشاعرين الكبيرين عوض الله أبو مشعاب ومحمد بن تويم وكأني أسمعها الآن بصوت والدي– رحمه الله- بدأها عوض الله بهذا البيت:

"ابضرب رأس أبو مطلق ثلاث مرار بالمشعاب

وتبقى ضربة المشعاب فـ بن تويم مارية

فرد ابن تويم:

«تراني مثل ضلع طويق وجبال حمر وصعاب

ومشعابك يروح كسار يا ولد البقيلية»

وبعد شد وجذب وفتل ونقض وأبيات نارية..

قال الشاعر محمد بن تويم

«بدينا وانتهينا حط قفل الباب فوق الباب...»

وكأنه أراد أن ينهي هذه «المواجهة الشعرية» بهذا الطلب..

فرد عوض الله بهذا الرد الجميل والبليغ:

أنا فالمعرفة ماني غشيم أبحث عن الأسباب

«ليا شفت القمر فـ يديك عان الشمس فـ يديه»

قد يرى البعض أن هذه الصور وهذه التشبيهات لا جديد فيها، وبالذات لمن قرأ القصيدة العامية الحديثة التي قاد توهجها الأمير بدر بن عبد المحسن ومن معه من النجوم

وقد يقول:

«السما عريان» «عراقيب الليل» «القمر فـ يديك» يقابلها من الشعر العامي الحديث:

«مهجة الغيم» «رمل الضلوع» «الليل يحبي» إلخ.. وهذا صحيح، لكن شاعر القصيدة الحديثة قرأ قصائد شعراء البديع وشعراء الحداثة، أما شاعر القصيدة الأصيلة لم يقرأ إلا صفحة الأرض وصفحة السماء وهذا هو الفرق.

ويبقى السؤال إذا وجدت الموهبة عند الشاعرين «شاعر قارئ» و«شاعر أمي» لمن تتجه بوصلة الشعر؟ ولمن تميل بوصلة الذائقة؟