والملاحظ امتلاء تلك الحاويات في مدة وجيزة، وهو مؤشر على الإسراف وانعدام إلإحساس بالمسؤولية والتعاون بين أفراد الأسرة.
السؤال المؤلم حقا ما هو وزن وقيمة كميات بقايا الطعام التي نتخلص منها يوميا؟ وكم نُهدر من مياه الشرب النقية في ري الحدائق وتنظيف الأفنية داخل البيوت وغسيل السيارات بواسطة السائقين؟.
إن المواطن لو تتبع الرحلة الصعبة جداً للمياه المحلاة من البحر عبر الأودية والجبال والصحاري بمشروعاتها العملاقة، وتحمل الدولة -أيدها الله- تكاليفها ليصل الماء إلى منزله عذباً نقياً لما أهدر قطرة واحدة، وكذلك الرحلات والمراحل التي قطعتها واردات الأطعمة والحبوب والفواكه والأنعام والمواد، وغيرها من مناطق بلادنا أو من قارات الدنيا براً وبحراُ وجواُ حتى تصل إلى الأسواق طازجة لتذكر فضل الله علينا، وتيقن أن الله لا يحب المسرفين.
وهناك ظاهرة لم تكن موجودة من قبل تُنذر بعواقب وخيمة، تتمثل في قيام بعض النساء بالمشاركة في مناسبات العزاء لقريباتهن وصديقاتهن أو زميلاتهن
بذبائح كاملة من الماعز والخرفان، وهذا البذخ لا يدخل في مسمى (الوضيمة)، وهي إطعام بيت العزاء، دون مبالغة وإسراف.
وسمعت أحد الاصدقاء يتحدث بحسرة حين وفاة والدتهم -رحمها الله- أنهم تفاجأوا في أول يوم العزاء بخمس ذبائح، منها ذبيحتان مطبوختان، وجميعها من صديقات الفقيدة وأقاربها وزميلاتها وجيرانها، وزاد العدد بعد ذلك على امتداد ثلاثة أيام وأكثر.
وتساءل لماذا لم يجمعن قيمة تلك الذبائح ويتصدقن بها على الأسر الفقيرة والجمعيات الخيرية أو المساهمة بها على نية الفقيدة في أعمال البر وما أكثرها؟
وحين اتفق مجتمعنا السعودي بكافة أطيافه على تحديد أوقات العزاء من بعد صلاة العصر إلى آذان المغرب ومنع إقامة الولائم وأقراص الخبز وكراتين الهيل والبن والتمور وحافظات العريك والمبثوث والسمن والعسل وتجمعات «الهدرة وطق الحنك».
نلاحظ اليوم مشاركة النساء بذبائح دون علم رب الأسرة، وهذا قمة التبذير وعدم تقدير النعمة والاستهتار بالقيم والعادات وأقل وصف لها أنها عادة دخيلة بغيضة ما أمر الله بها ولا رسوله ؟.
إنني ادعو مشايخ القبائل والنواب وخطباء الجمعة إلى لفت انتباه المجتمع لوضع حد لتجاوزات مشاركات بعض النساء في العزاء التي تدل على الجهل والمجاملات المصطنعة، وعدم تقدير الأمور، وكفى بالموت واعظا.