لم أجد من يقنعني لماذا بالغنا في زيادة مساحة مجالسنا وفرشها بأجود أنواع الأثاث ثم يأتي يوم العيد وهي خاوية على«كنباتها»؟! هل نستقبل في مجالسنا الزوار إذا أصابنا المرض؟
أم يتقبل فيها الأبناء العزاء متى حانت آجالنا؟
إنها أسئلة مؤلمة في الضمير تبحث عن إجابات سريعة..
ومنذ سنوات خلت مازالت قصة استقبال أحد الجيران لزواره يوم العيد يتردد صداها وليتها تتكرر اليوم إذ فاجأهم بقوله «تراكم مقروعين في مجلسي أو مجالس أخرى هذا اليوم من سواليف الحوادث والنكد والغم والعبوس وتقطيب الحواجب»، وأضاف «نحن بحاجة إلى الابتسامة وإذا ودكم بعد» التصابيع «نُصُف صفين خطوة ولا عرضة كما قال إبر عشقة»...
يوم عايدنا حبيبي...
ما أسرعه بالرد
يأتي حبنا فيه أمسماحة...
والذي قد مات بادي
نبتدي صفحة جديدة...
وامجفا قد مر حِله
وخيم الصمت لحظتها على الحضور ينتظرون ردود فعل بعضهم؛ لتأتي ضحكاتهم مجلجلة، وتحل السعادة والبساطة والألفة المكان، فيما تسللت من النوافذ إلى غير رجعة أقنعة كثيرة وحواجز نفسية وهموم.
نعم ما الذي يمنع أن نجعل يوم عيد الفطر حافلا بالمرح، تتلألأ فيه أنوار الفرح، وترتدي المنازل وشاح الود والابتسام فتمنح ألقها كل الأمكنة؟
ربما العادات تتغير من جيل إلى آخر، لكن مناسبة إسلامية كالعيد تبقى ثوابتها ورسائلها في الوجدان، ويجب غرسها في نفوس الأجيال الصاعدة؛ ليتم استثمارها بما يحقق المزيد من إظهار عظمة ديننا الإسلامي وعاداتنا الأصيلة.
رحم الله صوت الأرض حين صدح ليلة عيد:
«كل عام وأنتم بخير..
كل عام وأنتم بخير..
ضحكة فرح..
من كل قلب في أحلى عيد..».