حزب الله وهو المصدر المفترض للمخدرات التي وصلت للملكة العربية السعودية داخل حبات الرمان من أرض لبنان العريقة -التي كانت منارة تصدير للفنون والجمال والثقافة والأدب- هو لا يقوم بفعل غريب في قواميس طغيانه وإرهابه، بل يتبنى ما يقوم به وما يمليه عليه النظام الإيراني عرابه في الإرهاب والإجرام وتشريع تهريب وبيع المخدرات حول العالم.
النظام الثوري الإيراني يمارس فاشية التسييس للدين فيصدر بذلك فتاوى عدة تمنح المؤدلجين من أتباعهم من أحزاب وميليشيات وجماعات منتشرة داخل وخارج إيران الضوء الأخضر لممارسة كل ما ينافي الإنسانية والدين والعقل ويراعي حرمة الأرواح والعقول والأوطان. ففي الداخل الإيراني تنتشر المخدرات بيعًا وتعاطيًا بنسب كبيرة في نهج يتخذه النظام الإيراني لإلهاء الشعب عن ضرورات الحياة المدنية الكريمة بتسهيل شرعي عبر الفتاوى، لتتفرغ بدورها في نهجها الثوري والتوسعي في المنطقة مستخدمة أدواتها ومنها تهريب المخدرات التي تزرع وتصنع في الداخل أو تستورد من دول شرق إيران تحت حماية الحرس الجمهوري.
وإن كان حزب الله ذراع إيران في لبنان قد أرسل مؤخرًا في الرمان ما يفوق المليوني قرص مخدر في محاولة لم تكن الأولى؛ فقد سبقتها إيران بهذا عدة مرات منها ما أعلنته الداخلية السعودية في 2014 عن إحباطها تهريب ما يفوق 22 مليون قرص مخدر قادمة من إيران فضلًا عن إحباط محاولات تهريب أخرى للحشيش المخدر. حتى أصبحت إيران وربيبتها حزب الله في لبنان من أكبر المهربين للمخدرات لدول الخليج العربي وأوروبا ودول أمريكا الجنوبية.
إن حزب الله اللبناني يعتمد اقتصاديًا لتمويل أعماله الإرهابية وتسيير لبنان نحن الهاوية بما يملكه من ثروات يجنيها من تهريب المخدرات بدأها منذ مطلع الألفية ووجد لها المسوغ الشرعي الذي يهدد به دول المنطقة وخارجها، وهو ما أكده الكونجرس الأمريكي إبان محاولة النظام الإيراني الفاشلة لاغتيال السفير السعودي حينها في أمريكا عادل الجبير عام 2011، وما كشفته اعترافات منصور أرباب سيار أحد المجرمين من أصول إيرانية الموكل من نظامها لتنفيذ عملية الاغتيال عن علاقة حزب الله اللبناني بتهريب المخدرات للمكسيك واتفاقه مع عصابات تهريب هناك للمساعدة في تنفيذ العملية. فالمخدرات هي المحرك الذي تتعامل به إيران وحلفائها لتنفيذ جرائمها في كل مكان.
لهذا فإن من حق المملكة المشروع أن تتخذ ما يناسبها من قرارات تحمي بها شعبها وأرضها من الإجرام الإيراني المباشر منها أو عبر وسطائها في لبنان وتتبع سياسة الحظر لاستيراد الفاكهة والخضار من لبنان الشقيق حتى تعي الحكومة اللبنانية لهذا الخطر الذي يصدر من أراضيها، وتتخذ ما يلزم كدولة لها سيادتها ومؤسساتها الأمنية المستقلة عن فاشية الإسلامي السياسي والثوري الإيراني الذي يتبعه حزب الله ويردي معه هذا البلد العريق وتتعامل معه بمسؤولية، أما هذا الوطن فله قيادته التي تعتني به وتحميه.