أعاد اعتماد التعليم عن بعد الذي حل بديلا للتعليم التقليدي، مراعاة لظروف جائحة كورونا، المدرسين الخصوصيين إلى الواجهة، بعدما تواروا قليلا، وذلك مع احتياج الطلاب للمساعدة التي لا يمكن للوالدين القيام بها، أو الوفاء بمتطلباتها.

وعاد المدرس الخصوصي بأسعار توازي وتفوق ما كان يتقاضاه سابقا، مستفيدا من فرصة الاحتياج إلى خدماته، مع تدني مستويات كثير من الطلاب، وعلى الأخص طلاب المراحل الدراسية الأولى.

مستويات الطلاب


تقول بشاير آل مسعد، وهي خريجة جامعية «وجدت في إعطاء الدروس الخصوصية فرصة سانحة خلال فترة انتظاري للتعيين، ولاحظت أثناء مزاولتي لها من منزلي تدني مستويات الطلاب، وخاصة المراحل الأولى لانقطاعهم عن المدارس».

وتضيف «وجدت في هذا المجال فائدة جمة لي، وكذلك للطلاب الذين يفتقدون مصدر التعليم المركز والذي هم في حاجة ماسة وطبيعية إليه، وعلى الرغم من حرص الآباء والأمهات على توجيه أطفالهم، إلا أنهم وجدوا في المدرس الخصوصي ما يسد فراغ المدرسة والمعلمة والالتزام».

وتكمل «أدرّس مادتين فقط، هما لغتي والرياضيات، وبواقع 4 أيام في الأسبوع، وبمعدل ساعتين يوميا مقابل 500 ريال في الشهر».

مساعدة المقربين

تشير شيهانة صالح، وهي طالبة في المرحلة الثانوية العامة، إلى أنها تعمل في التدريس الخاص، وتضيف «بعد عودة والدي من فترة الابتعاث إلى أمريكا، عدت متقنة للغة الإنجليزية، وكانت بدايتي تتمثل في مساعدة المقربين من العائلة والصديقات، ومع اعتماد التعليم عن بعد، وأيام الحجر المنزلي، عملت مدرسة خاصة لأبقي على ممارستي للغة، ومساعدة زميلاتي، وقد نصحني والداي بأن آخذ مقابلا رمزيا على جهدي والوقت الطويل الذي أقضيه في الشرح، وبالأخص وقت الامتحانات، والآن أصبحت أساعد حتى بنات الجامعة، وهذا العمل ساعدني على الاعتماد على النفس والشعور بالمسؤولية».

وأضافت «أقدر المقابل المادي حسب الجهد، وأقدم كثير من العمل بالمجان إن كان لا يتطلب جهدا كبيرا، والأمر يعتمد على المستوى والصف ونوع الدرس».

دخل مادي

توضح نورة اليامي، وهي مدرسة خصوصية، وخريجة بكالوريوس قسم رياضيات أنها استمرت عدة سنوات في البحث عن وظيفة في القطاع الحكومي ولم تجد، وتوجهت إلى القطاع الخاص لعلها تجد وظيفة تتناسب مع تخصصها، دون أن يحالفها الحظ، وقالت «فضلت أن أبحث عن دخل مادي أساعد فيه والدي المتقاعد، وخصصت غرفة في منزلي للتدريس، وابتدأت بتدريس أبناء الأخ والأخت، ولاحظت مدى استيعابهم للدرس، ومدى تفوقهم، ووجدت في نفسي القدرة على إيصال المعلومة بالطريقة الصحيحة، بعدها توسعت في تدريس أبناء وبنات الجيران والأقارب والأصدقاء وصادفت ردود فعل إيجابية من أهالي الطلاب والطالبات».

وتؤكد اليامي أن هذا العمل وفر لها أشياء كثيرة فقد ساعدها على تلبية متطلباتها ومساعدة والدها، موضحة أن المقابل المادي للطالب الواحد في المرحلتين الجامعية والثانية والمتوسطة لا يزيد عن 300 ريال، فيما لا يتعدى الـ200 ريال لطالب المرحلة الابتدائية في الشهر.

وتضيف «مع ذلك واجهتني بعض الصعوبات في البداية، فلم يكن لدي في منزلي غرفة مخصصة للتدريس، ولم تكن تتوفر الوسائل التعليمية مثل السبورة وغيرها، وأيضاً انزعاج الأهل من وقوف السيارات أمام المنزل».

الطلاب الصغار

ترى نجلاء إبراهيم وهي والدة لطالبة أن «التعليم عن بعد أفقد أبناءنا الانتظام والالتزام الذي تؤمنه المدرسة، والمشكلة الأكبر تنصب على الطلاب الصغار، الذين تكون السنوات الدراسية الأولى هي أساس انطلاقهم للصفوف المتقدمة في المستقبل، ومن هذا الباب حرصت على أن تدرس ابنتي عند مدرّسة خاصة، واخترت لها مواد التأسيس مثل الإملاء والرياضيات».

وعن المقابل المادي للدروس الخصوصية، تقول «الأسعار غير محددة، وهي تعود لتقدير المعلمة، وعلى الآباء والأمهات اختيار المعلم الأفضل دون النظر للمقابل المادي، مع تأكيدي على أن هذا المقابل ليس مقياسا لإثبات جدارة المعلمين، بل يكون ذلك بالسؤال عنه والجلوس مع الأبناء أثناء الدرس للوصول إلى تقييم أدق لمستوى المدرس».

استغلال الحاجة

تشتكي حمدة محمد، وهي أم لأربعة طلاب، وتقول «للمعلم هيبته، وهذا ما نفتقده مع التعليم عن بعد، ولأن المدرسين الخصوصيين يدركون حاجتنا إليهم فإنهم يستغلون الظروف ويرفعون الأسعار».

وتمنت أن يصبح المعلم والمعلمة الذين يعطون الدروس الخصوصية تحت منظمة خاصة لتحديد المستوى والأسعار، وألا تكون الأمور منفلتة بلا ضوابط، حتى لا يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يملكون قدرة توصيل المعلومة للطلاب.

عن بعد

مدرسون خصوصيون يستغلون حاجة الطلاب

الأسر تستعين بمدرسين خصوصيين لفرض الهيبة

الطلاب الصغار أشد حاجة لمدرس يساعدهم

أسعار المدرسين تتراوح بين 200 و500 ريال