كشخص مهووس بالعطور، لا أجد في الحياة متعة تفوق اقتناء زجاجة عطر تنبعث منها روائح منعشة، تحسن المزاج، وتدخل السرور إلى قلوب من حولك، وترفع المعنويات. وكأن الذكاء الاصطناعي قرأ أفكاري، إذ فجأة جذبني إعلان لعطور كانت الإشادات حولها متعددة. زاد حماسي عندما ذكروا أن العطور تتطابق بنسبة كبيرة مع عطور عالمية . اطمأننت وقلت في نفسي: "مستحيل أن يكون كل هؤلاء كاذبين." أضف إلى ذلك سعة العطور الكبيرة 200 مل وثمنها المغري.
بعد خوف وترقب، وصل الطلب أخيرًا. كانت أولى انطباعاتي إيجابية؛ العبوات مصممة بتصميم أنيق يوحي بالفخامة وكأنها أغلى عطور باريس. لكن، وما أدراك ما بعد لكن! عند التجربة، شعرت بخيبة أمل كبيرة. الروائح التي كنت أتوقعها بناءً على الوصف والتقييمات لم تكن كما ذكروا. الفرق كان شاسعًا بين ما كنت أنتظره وبين ما وجدته فعليًا. كوكو شانيل رائحته أقرب إلى غسيل الصحون، وسوفاج ديور ويا للحسرة، كرائحة منظفات منزلية. كانت الدهشة ممزوجة بالندم.
وكمواطن صالح، لم أرد أن أبقى صامتًا. كتبت رأيي بأن العطور لم تناسبني (وأظن أنها لن تناسب حتى الحشرات). إدارة المتجر فورًا قامت بإخفاء التعليق ومنعت ظهوره، وكأنهم يريدون ألا يرى الناس إلا المدح والثناء فقط.
شعرت عندها بشعور الفريسة التي وقعت في براثن الصياد. وحين قررت الإرجاع، ظهر فصل جديد من الكوميديا السوداء. اكتشفت أنني يجب أن أدفع رسوم الإرجاع، بالإضافة إلى مبلغ إضافي لكل زجاجة. خيبة أخرى وكأنني في مسلسل درامي حيث الخاسر في النهاية هو البطل. استعنت بالآلة الحاسبة والمنطق، ووجدت أنه سواء احتفظت بالعطر أو أعدته، فأنا في كلا الحالين خاسرٌ خسرانًا مبينًا.
أدركت أن التقييمات ليست سوى جزء من لعبة تسويق مظلمة، حيث يبدو كل شيء ورديًا بشكل مريب. وحتى هذه اللحظة، لا تزال هذه المتاجر تستعين بجيش من المادحين، وتدفع مبالغ طائلة لإعلانات غرضها خداع الناس وكسب المال بطريقة مخزية.
كم أتمنى أن تلتفت وزارة التجارة إلى مثل هذه المتاجر وتضرب بيد من حديد. الشفافية والمصداقية هما كل ما يريده المستهلك. تجربتي تحولت من حلم إلى كابوس، ولعلها تكون عبرة لكل من يفكر في شراء عطرٍ على الإنترنت دون أن يشمه أولًا. كان عليّ الاكتفاء برائحة الطبيعة؛ فهي على
الأقل مجانية في النهاية.
بعد خوف وترقب، وصل الطلب أخيرًا. كانت أولى انطباعاتي إيجابية؛ العبوات مصممة بتصميم أنيق يوحي بالفخامة وكأنها أغلى عطور باريس. لكن، وما أدراك ما بعد لكن! عند التجربة، شعرت بخيبة أمل كبيرة. الروائح التي كنت أتوقعها بناءً على الوصف والتقييمات لم تكن كما ذكروا. الفرق كان شاسعًا بين ما كنت أنتظره وبين ما وجدته فعليًا. كوكو شانيل رائحته أقرب إلى غسيل الصحون، وسوفاج ديور ويا للحسرة، كرائحة منظفات منزلية. كانت الدهشة ممزوجة بالندم.
وكمواطن صالح، لم أرد أن أبقى صامتًا. كتبت رأيي بأن العطور لم تناسبني (وأظن أنها لن تناسب حتى الحشرات). إدارة المتجر فورًا قامت بإخفاء التعليق ومنعت ظهوره، وكأنهم يريدون ألا يرى الناس إلا المدح والثناء فقط.
شعرت عندها بشعور الفريسة التي وقعت في براثن الصياد. وحين قررت الإرجاع، ظهر فصل جديد من الكوميديا السوداء. اكتشفت أنني يجب أن أدفع رسوم الإرجاع، بالإضافة إلى مبلغ إضافي لكل زجاجة. خيبة أخرى وكأنني في مسلسل درامي حيث الخاسر في النهاية هو البطل. استعنت بالآلة الحاسبة والمنطق، ووجدت أنه سواء احتفظت بالعطر أو أعدته، فأنا في كلا الحالين خاسرٌ خسرانًا مبينًا.
أدركت أن التقييمات ليست سوى جزء من لعبة تسويق مظلمة، حيث يبدو كل شيء ورديًا بشكل مريب. وحتى هذه اللحظة، لا تزال هذه المتاجر تستعين بجيش من المادحين، وتدفع مبالغ طائلة لإعلانات غرضها خداع الناس وكسب المال بطريقة مخزية.
كم أتمنى أن تلتفت وزارة التجارة إلى مثل هذه المتاجر وتضرب بيد من حديد. الشفافية والمصداقية هما كل ما يريده المستهلك. تجربتي تحولت من حلم إلى كابوس، ولعلها تكون عبرة لكل من يفكر في شراء عطرٍ على الإنترنت دون أن يشمه أولًا. كان عليّ الاكتفاء برائحة الطبيعة؛ فهي على
الأقل مجانية في النهاية.