فهد بن عبدالله الباز

أنا فلان من طرف فلان، كلمك فلان، يصلك فلان من طرفنا، تجتمع في كلمة واسطة والواسطة في الاصطلاح الشرعي هي طلب العون والمساعدة من شخص ذي نفوذٍ وحظوةٍ أو معرفة وقرابة لدى من بيده القرار لتحقيق مصلحة معينة لشخصٍ لا يستطيع تحقيقها بمفرده ولا بشهاداته وخبراته، وهناك من هو أحق منه بمراحل، كما أنها خدمة لتجاوز الأنظمة والقوانين وحقوق الآخرين..

ثقافة الواسطة التي صنفت (فيتامين واو) هي الأكثر فاعلية في المجتمع، فالواسطة في جوهرها محاباة الأقارب والأصدقاء وتفضيلهم بسبب قرابتهم لا لكفاءتهم وأحقيتهم، رغم وجود الأكثر كفاءة وأحقية.

وتعتبر عند الكثير صيغة وجاهة حسب المفهوم السائد في المجتمع، وأنها واجبة لخدمة أفراد العائلة والقبيلة وتصل لخدمة أفراد المنطقة.

والواسطة إذا استخدمت لتجاوز الأنظمة والقوانين والحقوق فهي من أهم أسباب الفشل والتخلف والجهل والفساد. وتعد الواسطة من أكثر أنواع الفساد الإداري انتشارًا، وهي الوسيلة التي تعطل سير الكثير من الأمور باتجاهها الصحيح، وتستبدل النظام بالفوضى.

وأصبحت تهدد بانقراض المواهب والكفاءات فقل ظهور الموهوبين وقفز على السطح أنصاف الأكفاء والموهوبين، إن السر في استمرارية هذه الظاهرة أنها قد تحولت إلى عادة وحاجة وضرورة واعتمد عليها في معظم أمور الحياة، وأصبح الناس يألفونها ويستخدمونها عند كل موقف يتطلب قضاء حاجة لدى القطاعين العام والخاص.

فاللحد من الوساطة، وتخفيف آثارها. يتطلب ذلك جهودًا متواصلة على مختلف المستويات، بدءًا من الأسرة والمدرسة والجامعة وتكثيف دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل بالتوجيه والتذكير بآثارها على الفرد والمجتمع.

مع الاستمرار في تطوير وتطبيق وتحديث وتعميم «الخدمات الإلكترونية» فإدخال التعاملات والتعيينات والقبول والترقيات الإلكترونية تحد من «الواسطة» لدى كثير من الناس، وقد حققت بعض الأجهزة الحكومية نجاحًا ملموسًا بهذه الخدمات وتسهيل الإجراءات والقبول والترقية حسب الأحقية والمتطلبات والمميزات والنجاحات.

قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا﴾.