وذلك خلال شهر رمضان المبارك للعام نفسه والتي كانت باكورة الأفكار العظيمة والمقاصد العالية، ونقطة الضوء الأولى لكل الساكنين والمقيمين العابرين والزائرين، ومبادرة «أجاويد» تستمر في رحلة العطاء والتحدي والوعي والمثابرة والقوة والإصرار في موسمها الثالث على التوالي وفق تنظم أكثر من رائع وعمل دؤوب وجهد يذكر فيشكر أصحابه..
بعد النجاحات المميزة في النسخة الأولى في رمضان العام قبل الماضي 1444هـ والنسخة الثانية في رمضان للعام الماضي 1445هـ والتي شارك فيها آلاف من أبناء وبنات منطقة عسير والتي تفجرت طاقات ومواهب أبناء وبنات منطقة عسير من جميع شرائح المجتمع عن أعمال إبداعية ومبادرات نوعية كان لها قصب السبق وشرف الريادة والقيادة الأولى.
عسيـر اليوم تجاوزت مرحلة السياحة التقليدية إلى مرحلة السياحة الاستثمارية الحقيقية شتاءً وصيفًا وليست مبالغة أن قلتُ بأنها في كل فصول السنة؛ وذلك يعود للفكر التنويري الذي يحمل شعلته الأمير تركي بن طلال وتفانيه في إبراز الوجه الجميل لمنطقة عسير الإنسان والمكان..
هذا الرجل الذي يسابق الزمن في إيجاد الحلول للكثير من الصعوبات والأزمات التي قد تعيق طريق نجاحاته الكثيرة وأحلامه الكبيرة التي أراها واقعًا في عيون مسؤول بقامته وقيمته، وما مبادرة «أجاويد» بكل برامجها المتنوعة الدينية والثقافية والاجتماعية والصحية والرياضية والشعبية إلا دليلًا واضحًا على نظرته الثاقبة وتفانيه وجهده وهو يقف خلفها داعمًا باذلًا الغالي والنفيس؛ كي تكتمل في أبهى صورة وتكون عندها «أجاويد» أيقونة عسيـر الأولى والاستثناء الفاخر في زمن التشابه والاقتران، وهي كذلك فعلًا..
ما أجمل مبادرة «أجاويد» في دلالتها الإنسانية والمكانية وقيمها الإسلامية النبيلة وأهدافها الجليلة العميقة والبعيدة! وهي تتمثّل منهج نبينا عليه الصلاة والسلام «فقد كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان» منهجًا وعنوانًا منح هذه المبادرة عمقًا وبعدًا غاية في السمو والرفعة وجدّة وابتكارًا لم يسبق لها مثيل!
الكل مع «أجاويد» يستشعر روح المكان وحيوية الإنسان فقد باتت منطقة عسيـر بجميع محافظاتها عقدًا مرصّعًا بالجمال واسطة العقد هي مبادرة «أجاويد» التي تشع نورًا وفكرًا وتعايشًا وحبًّا وإيثارًا وكرمًا ونخوة وشجاعة وجودًا ورحمة.. هذه المبادرة النوعية تتماهى مع إستراتيجية تطوير منطقة عسير فقد جعلت الإنسان المحور الرئيس حيث تمارس برامجها وأنشطتها المتنوعة منذ أول أيام الشهر الفضيل والتي تسير في ثلاثة مسارات بمشاركة الأفراد ومجموعات التطوع والجهات الحكومية والخاصة والأهلية في منطقة عسير، تحت إشراف المحافظات وضمن معايير وشروط محددة وفق رؤية واستراتيجية رؤية 2030. وتهدف مبادرة «أجاويد» إلى رفع مستوى جودة الأنشطة والفعاليات المجتمعية في رمضان، واستنهاض الهمم نحو خدمة المجتمع ودفع عجلة التنمية، ووضع برامج رمضان على جادة طريق استراتيجية قمم وشيم ويُعنى المسار الأول وعنوانه «عطاء» بتعزيز سمو الروح المتنامي مع شهر البذل، عبر صور للمجتمع المترابط من خلال مبادرات تشمل المساجد التي تخلق أنموذجًا للمسجد المثالي في النظافة والتنظيم والألفة بين المصلين، وبذل الجاه والمال في توحيد الصف وجمع الكلمة وإصلاح القلوب، والوصول إلى المحتاجين وتقديم العون لهم بإبداع، وبإحسان ومساعدة المرضى وكبار السن والمعاقين بالعلاج، أو توفير الاحتياجات الطبية اللازمة لهم.
واهتم المسار الثاني «وعي» بتنمية العقل عبر برامج التوعية المجتمعية في المنصات المختلفة، وإقامة الأمسيات الثقافية والصالونات الأدبية، وتنظيم الأنشطة الاجتماعية الهادفة إلى رفع وعي المجتمع، إضافة إلى برامج توظيف خبرات المجتمع وأعلامه لنقل المعرفة وعرض التجربة لتحقيق الاستفادة القصوى من خبراتهم وإمكاناتهم.
وجاء ثالث مسارات مبادرة «أجاويد» بعنوان «قوة» لتنمية المنافسات الرياضية الرمضانية من خلال تنظيم دورات كرة القدم، ومنافسات رياضية في الألعاب المختلفة الأخرى الجماعية والفردية، مع المبادرات التحفيزية على ممارسة الرياضة والنشاط الحركي، وكذلك تجهيز المواقع لممارسة الرياضة المجتمعية.
وشكلت هيئة تطوير منطقة عسير للمبادرة هيكلًا تنظيميًا من لجان وفرق عمل بإشراف عام من أمير المنطقة، وتشمل اللجنة التوجيهية في عضويتها نخبة من قيادات المنطقة في القطاعات الثلاثة: الحكومي والأهلي والخاص (رجال الأعمال)، ويشمل الهيكل لجنة استشارية متخصصة في كل مجال تتبع لقادة المسارات، فيما تم تخصيص فريق إعلامي وآخر قيادي.
ومضة:
عن مبادرة «أجاويد» السامية يقول الأمير تركي بن طلال: «سينقشع أفضل مافي داخلكم ويتجلى، لتنير درركم كل ما هو داكن؛ لأن عنايتكم على الإحساس بالجمال في أي شيء، سيوصلكم لمعنى الجلال في كل شيء».