وتذكر أن الخير لا يجلب إلا الخير وانظر في أحوال من ماتوا ورحلوا منهم من عاش طوال حياته بدون هوية وبدون عطاء ورحل ولم يدرك أنه فرط في خير كبير في الدنيا ويتمنى العودة إلى الحياة ليعوض ما فاته ولكن لا عودة.. زراعة الخير في حياتنا معطلة لدى البعض يجب تفعيلها في كلمة صادقة، وفي حب الناس والاقتراب منهم ومساعدتهم والعفو عنهم وتجاوز عن أخطائهم في مسح جميع الشوائب التي علقت بقلوبنا في زيارة مريض في مسح دموع المحتاجين والفقراء.
انفقوا وابذلوا بسخاء وحققوا السعادة لمن حرم منها، فوالله إنكم ستجدون أنتم السعادة قبل أن تصل إلى غيركم. انفقوا من الأموال المتراكمة في رصيدكم في دروب الخير ليضاعفها الله لكم في الآخرة في وقت أنتم أحوج لها.
كم من أشخاص رحلوا وفي أرصدتهم ملايين الريالات لم يستفيدوا منها ولم يأخذوها معهم وجاء من بعدهم أبنائهم ليتفننوا في صرفها وإهدارها. من يريد الخير فأبوابه كثيرة ومفتوحة على مدار الساعة ولكن من يبادر. فإن الحياة قصيرة يجب أن نعيشها بحب وببذل وعطاء ومحبة بدلا من أن نضيعها في أمور لا تنفعنا في آخرتنا. فطوبى لمن رحل عن هذه الدنيا والناس تذكره بالخير، وتشهد له وهذا هو النجاح وهذه هي السعاده الحقيقية، فالحياة لا تستحق منا كل هذا الركض الذي استنزف كل صحتنا وأموالنا ونسينا آخرتنا حتى أدركنا الموت، والأقسى من الموت أننا وجدنا أننا لم نقدم في حياتنا ما يشفع لنا في الآخرة.