كيف تتم رواية تاريخ المدن؟ ومن يرويه؟ هم البشر الذين يروون التاريخ في العادة، أهل المنطقة والمدينة والقرية والهجرة، ومن يعشقها يقيم فيها ويعبر من خلالها، ومن يدرس آثارها وتطورها وقصصها، التاريخ ترويه المدونات والكتب وتحفظه المصادر والمراجع والرواية الشفهية للآباء والأجداد، وهنا تضيف هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية رؤيتها أو لمستها أو اجتهادها، فتعمل على أن تروي نظرة أخرى لتاريخه وطنها عبر درب زبيدة الشهير «طريق الحج الكوفي» الممتد من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية وصولًا إلى مكة المكرمة، ذلك الدرب الذي شكل علامة وبصمة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو.
إن مجموع المشاركين والمشاركات الذين أسهموا في هذا المهرجان واختلاف الأعمال المشاركة يجعلنا نشعر بهذه الحقيقة بشكل واضح، حقيقة أن الأماكن في حوزتها الكثير من الذكريات والمواقف والأحداث التي ترمز إلى إرث المنطقة العريق وهويتها المميزة.
الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية هي الناطقة الرسمية باسم هذه الأمكنة، هي القادرة على استنطاقها والتعبير عنها، كل بأسلوبه ووسائله ورؤيته وقدراته؛ لذلك يتمتع المهرجان ودرب زبيدة بمناظير ورؤى وأثر في غاية الحسن والجمال، حسن وجمال يلمسك بالواقع وبالفعل، وأنت تعبر جوانب هذا المهرجان وذلك المكان، بأصالة الماضي وحداثة الحاضر، وبالأخص إذا كنت من عشاق الأماكن التاريخية.