يحق لكل من ينتمي لهذا الوطن أن يطرح الأسئلة المنطقية كيف تأتت لهذا الوطن هذه المكانة التي تضاهي الدول التي سبقتها بمئات السنين، خاصة أنه - بعون الله وتوفيقه- لم يستعمر من قبل! فما هو سر هذا الإعجاز والإنجاز؟
أول ما يتبادر للأذهان، التأسيس من جذور التاريخ بمعني أن الأساس السليم والقواعد الصلبة المتينة تقود إلى المعالي والرفعة والتقدم. وهنا يجب الوقوف مع أساس هذه الدولة وكيانها، واللبنة الأولى لهذا الكيان، حيث أسس الإمام محمد بن سعود رحمه الله في عام 1139 للهجرة الموافق 1727 للميلاد الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، والتي استمرّت لقرابة قرن من الزمان، تلتها الدولة السعودية الثانية من عام 1240للهجرة الموافق 1824 من الميلاد حتى 1309هـ الموافق 1891 للميلاد بمؤسسها الأمير تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، ثم الدولة السعودية الثالثة من خلال باني وحدتها صقر الجزيرة الموحد العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود في عام 1319هـ الموافق 1902م والتي رسخت بها الوحدة والأمن والأمان والعدل والتعليم والصحة، وقضت على التناحر والفرقة، ووحدت الوطن الشامخ العظيم تحت اسم المملكة العربية السعودية. وتوالى محافظة على المنجزات وتطويرها أبناءه البررة الملوك العظماء سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ثم الملك سلمان الذي نعيش في رعايته وعنايته - بعد الله - في أمن وأمان واطمئنان، وجودة الحياة مع قائد الرؤية والحلم الذي نراه يتحقق وينجز.
في ذكرى التأسيس لابد أن نتذكر ونعزز ونعلم ونرسخ لدينا معاني وأهداف اليوم وأجمل ما يمكن تدوينه، إذ أثار اهتمامي ما دونته وزارة الخارجية في هذه الذكري «الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم، والاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها أمام الأعداء، والاعتزاز باستمرار الدولة السعودية في قوة جذورها وقادتها والاعتزاز بالوحدة الوطنية التي أرساها الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - والاعتزاز بإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والمواطنة». وأدعوكم للوقوف على السيرة التاريخية لتأسيس هذا الكيان، وتثقيف وتعليم الأبناء بهذه النعم التي حبانا الله إياها في هذا الوطن. حفظ الله وطننا وقادتنا وأدام الله علينا العزة والأمن والأمان.