رحلة البحث عن الضّالة لا تؤخذ من فُتات الوقت، وأحلام اليقظة، وفراغ الأيام، بل تُصنع في كُل لحظة اكتشافا، أو صقل مهارة، أو تأملا ناقدا لمشهدٍ ما، أو ولادة فكرة جديدة أثناء التركيز العميق في المواقف اليومية.
فكل ما تمر به خلال يومك سيكون جزءًا من خارطة طريق البحث عن تلك الضّالة، فلا تستهين بفكرة، أو تحتقر خبرة، أو تتجاهل حفرة، أو تستكثر قطرة، لأن تلك العلامات الصغيرة فارقة وفارقة جدًا لتوظيفها والاستفادة منها في تمهيد دروب الوصول،
فالتقدم نحو الأُمنيات يتطلب مزيجًا من الخطوات العملية والعقلية على حدٍ سواء، وذلك لا يحدث من تلقاء نفسه، بل لابد من فكرة جادة تسبقها إرادة حادة، حتى وإن كانت الخطوات بطيئة، فكُلّما تذكرت متعة الوصول، وإشباع الفضول، وإنارة العقول، هان عليك وعثاء الطريق، وشعور الغريق، وخفوت البريق، فتلك مراحل تحقيق المقاصد، ونيل المحاصد.
فتذكر دائمًا أن لضّالتك عليك حقًا، وسعيك نحو بلوغها رزقًا، لأنك حين تجد تلك الضّالة، ستكتشف أن كُل لحظة قضيتها في الطريق إليها كانت تستحق ذلك العناء «وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى».. والسلام لقلبك.