منصة «أبشر»، التي بدأت فكرتها كحل لتبسيط الإجراءات الحكومية، أصبحت اليوم نموذجًا يحتذى به في التحول الرقمي، فمنذ إطلاقها نجحت المنصة في تقديم أكثر من 350 خدمة إلكترونية، تغطي احتياجات واسعة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، بدءًا من تجديد الإقامة وإصدار جوازات السفر إلى الاستعلام عن المخالفات المرورية وحجز المواعيد، استطاعت «أبشر» أن تجعل هذه الخدمات متاحة بضغطة زر واحدة، لتلغي بذلك عقودًا من الاعتماد على الإجراءات التقليدية.
لكن القصة لا تتوقف هنا.
«أبشر» ليست مجرد منصة خدمات، بل هي رائدة في مجال الأمان الرقمي، حيث تعتمد على تقنيات متطورة مثل التحقق الثنائي (OTP)، لتضمن حماية بيانات المستخدمين وسرية معاملاتهم، هذه الخطوة لم تكن مجرد تحسين فني، بل كانت جزءًا من التزام المنصة ببناء الثقة مع المستخدمين، وتعزيز الأمان في كل معاملة تتم عبرها.
التكامل هو العنصر الأهم في نجاح «أبشر»، فالمنصة لا تعمل بمعزل عن بقية القطاعات، بل ترتبط بوزارات مثل الصحة، التعليم، والعدل، مما يجعل الخدمات الحكومية أكثر تكاملاً وسلاسة، ولم يتوقف التعاون عند الجهات الحكومية فقط، بل امتد إلى القطاع الخاص، حيث سهّلت المنصة إجراءات مثل فتح الحسابات البنكية وربط الخدمات مع الشركات الكبرى، ما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني.
التطوير المستمر كان وما زال سمة رئيسة لمسيرة «أبشر»، فمن خلال إطلاق تطبيقات متخصصة مثل «أبشر أفراد» و«أبشر أعمال»، إلى إدخال خدمات الهوية الرقمية التي تغني عن المستندات الورقية، استطاعت المنصة أن تعيد تعريف مفهوم الخدمات الحكومية، حتى في الجوانب الإنسانية، كانت «أبشر» حاضرة، حيث أطلقت مبادرات لتسهيل حياة كبار السن وذوي الإعاقة، وسهلت تسجيل المواليد، وإيصال الوثائق الرسمية إلى المنازل.
الأثر الذي أحدثته «أبشر» يتجاوز توفير الوقت والجهد، فالمنصة أسهمت بشكل مباشر في تقليل الازدحام داخل الدوائر الحكومية، وسرّعت إصدار الوثائق والتصاريح، مما جعل الحياة اليومية أكثر سهولة وراحة، ومع كل هذه الإنجازات، لا تزال «أبشر» تمثل حجر الزاوية في التحول الرقمي الذي تتبناه رؤية السعودية 2030.
ما يميز قصة «أبشر» هو ارتباطها الوثيق برؤية المملكة، فهي ليست مجرد منصة رقمية، بل أداة إستراتيجية لتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الابتكار في تقديم الخدمات وتحسين جودة الحياة، واليوم، تقف «أبشر» كنموذج وطني ملهم، يروي للعالم قصة نجاح سعودي تُسطّرها التقنية والإبداع.
بقيادة وزارة الداخلية، تمضي «أبشر» في رحلتها نحو مستقبل أكثر ذكاءً، إنها ليست مجرد منصة، بل انعكاس لحلم سعودي يتحقق، حيث يتلاقى الإنسان والتكنولوجيا في مشهد ملهم، يضع المملكة في طليعة دول العالم في تقديم الخدمات الذكية.