لا يماتن حصيف في أهمية كبح المشاعر من الاقتراب من «مقصورة القيادة» في أتون سكيولوجية الشخصيات العملية، والقيادية كذلك، وهذا سر من أسرار النجاح، حين تتحلى هاتان الشخصيتان بمقدار مقبول معقول من الصلابة، بحيث لا يسمح للمشاعر أن تنعكس على «السلوك» وتؤثر على «خياراته»، فلا «يقود» الإنسان قلبه وحسب فيشقيه، ولا يتحكم في حياته عقله وحسب فيهلكه!، فالعاطفة كما يؤكد «هاري ميلز» في «فن الإقناع»: تتفوق على المنطق بعدة أمور أهمها تغيير السلوك!
(2)
يُغلَّبُ «المنطق» في الحقل التعليمي إذ إن القيمة الأولى، والأهم، هي للمصلحة، فمقاييس الحب، ودوافعه، ومعايير «البغض»، ومآلاته، هي شؤون عاطفية لا يمكن لها أن تذهب بالإنسان ناحية «المصلحة».
(3)
التعاطي مع الطرف الآخر في «ساحات» التربية والتعليم، سيما العلاقة بين «معلِّم» و«متعلِّم»، لا بد أن يكون مبنيا على «الفائدة» وليس على «المشاعر»، قد يحدث أن يكون في النفس شعور سلبي تجاه الطرف الآخر، لأي سبب، ولكن من غير المقبول أن تتأثر العملية التعليمية، والأسلوب التربوي بهذا الشعور العاطفي. هذه «خيانة».
(4)
عدمية «الحب» في الحقل التعليمي تخلق الانصراف عن التعليم. أكدت «اليونيسف» أن هناك حوالي 150 مليون طالب من عمر 13 – 15 سنة تعرضوا لعنف الأقران في مدارسهم أو في محيطها، كما أكدت أن هناك حوالي 720 مليون طفل في سن الالتحاق بالمدرسة في بلدان ليس لديها قانون يوفر الحماية من العنف.
(5)
هيولى التعلم والتعليم: الصبر، الصبر في مجالس العلم مبهج، والتصبر في واحات المعرفة محفّز، و«من يخطب الحسناء يصبر على البذل»!
(6)
تربية الأولاد على حب العلم، وتوقير العلماء، ومكان التعلّم، وتغليب العقل في رحلة طلب العلم، تعدُّ فضيلة للوالدين، ورفعة للأسرة، ونور لأفرادها، أجيال تلو أجيال.