ومن أهم تطبيقات تحليل تكاليف الجودة على المنشآت والمنظمات -في تحسين عمليات الأعمال ورفع مستويات رضا العملاء وتقليل التكاليف الإجمالية وخفضها على المدى البعيد بل وتحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة بشكل عام- التخطيط للجودة والتدريب والتعليم ومراجعة التصميم وتقييم قابلية الاستخدام المتكرر وضمان ملاءمة الاستيفاء للمتطلبات من خلال التحقق قبل مراجعة الإنتاج أو التدشين والإطلاق، كذلك المراجعة الشاملة لسلاسل التوريد وتقييم واختبار مصادر التوريد والإمداد ومدى توفر موارد ذات جودة عالية تسهم في ضمان التوريد. علاوة على ذلك، إن الفحص والاختبار والتفتيش الدوري والمستمر في كل مراحل التصاميم الأولية سواء كان ذلك للمنتجات أو الخدمات وقبل الإنتاج أو التدشين والإطلاق تتطلب ضمان مطابقة المعايير لها، والتأكد من مدى الدقة وسلامة التجهيزات والمعدات المستخدمة في تنفيذها وإنتاجها. كذلك إن المراجعة الدورية لإجراءات الامتثال واستمرار الالتزام بمعايير الجودة، يحافظ على مرونة استدامتها وتحسينها وتطويرها، بل تسهم كذلك في بناء اقتصاد مستدام قائم على خفض التكاليف وكفاءة الإنفاق وتعزيز اقتصادات الجودة. إنه وعندما يتعلق الأمر بالجودة فإنه قد يتكون لدى المتلقي للوهلة الأولى ما لا يتلقاه آخر، كذلك الأمر فيما يتعلق بتكلفة الجودة ومع ذلك، يدرك الجميع ما هو المقصود بتكاليف القيام بعمل متميز أو إجراء تحسينات تتعلق برفع مستويات الجودة، وتحقيق الأهداف بعناية بحيث يكون التأثير طويل الأجل للمنظمة أو مستداما فذلك ما يجعله مرغوبا لا سيما فيما يتعلق بـالتشغيل والأداء. إذ يجب أن تكون هذه التكاليف أحد المعايير في عمليات القياس الحقيقية لجهود الجودة، ويتم تحديدها بشكل أفضل من خلال تحليل تكاليف الجودة. ويوفر تحليل تكلفة الجودة أسلوبا لتقييم فعالية إدارة الجودة ووسيلة لتحديد مجالات المشاكل والفرص وأولويات العمل.
لكن القاعدة العامة هنا هي أن تكاليف الجودة الرديئة في منظمة ريادية ما ستكون حوالي 10-15 % من إجمالي تكلفة العمليات. والبعض الآخر يصل إلى 40 % من إجمالي تكلفة العمليات التشغيلية. ويمكن لبرامج تحسين الجودة الفعالة أن تقلل من هذا بشكل كبير، وبالتالي المساهمة المباشرة في الأرباح. شريطة أن يصبح نظام تكلفة الجودة بمجرد إنشائه، ديناميكيا وأن يكون له تأثير إيجابي على تحقيق مهمة المنظمة وأهدافها الإستراتيجية لتحقيق الريادة. وذلك بتحديد منهجية تسمح للمنظمة بتقييم جودة منتجات أو خدمات المنظمة، وبالتالي تجنب الإخفاقات الداخلية والخارجية. فتكلفة الجودة سواء كانت تكلفة مباشرة أو غير مباشرة، أم كانت تكاليف وقائية أو تكاليف الفشل أو كانت تكاليف تقييم فإن تطبيق نظام لإدارة الجودة بشكل فعال من شأنه تحقيق كفاءة أعلى في استخدام الموارد، بل تحسين استخدام الموارد وتعزيز الاستدامة. فتطبيق هذه الإستراتيجيات يمكن أن يساعد في تحقيق توازن بين الجودة والاستدامة، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام للمنظمات الريادية، بل كذلك الأمر مع تحسين جودة الخدمات وخفض النفقات الإجمالية للمنظمة.