من المتوقع أن يشهد الملتقى الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، حضور أكثر من 120 ألف زائر من جميع أنحاء المملكة، ما يعكس الاهتمام المتزايد بقطاع ريادة الأعمال في السعودية.
يأتي ملتقى «بيبان 24» كجزء من إستراتيجية طموحة لتعزيز بيئة الأعمال ودعم رواد الأعمال والمبتكرين، إذ يركز على توفير الموارد والمعرفة اللازمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة. كما يُعد الملتقى منصة متميزة تتيح للمشاركين التعرف على أفضل الممارسات في عالم الأعمال، وذلك عبر تنظيم أكثر من 420 ورشة عمل وفعالية تعليمية تغطي جوانب متنوعة من ريادة الأعمال والتقنيات الحديثة. وتتنوع هذه الورش بين مواضيع متعددة تشمل التسويق الإلكتروني، وتطوير المنتجات، والتقنيات المالية الحديثة، وهو ما يوفر لرواد الأعمال والمشاركين فرصة قيمة لاكتساب مهارات جديدة وتوسيع مداركهم في عالم الأعمال.
من جهة أخرى يساعد الملتقى في تعزيز الوعي بأهمية الابتكار ودوره في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
إلى جانب الجلسات التعليمية والورش، يُشكل «بيبان 24» فرصة لرواد الأعمال لعقد شراكات إستراتيجية مع جهات حكومية ومؤسسات مالية وشركات خاصة. ويتوقع أن يثمر الملتقى عن توقيع عديد من الاتفاقيات بقيم مليارية، تسهم في توفير التمويل اللازم لتطوير المشاريع الناشئة وتوسيع نطاقها. وتتيح هذه الشراكات لرواد الأعمال الحصول على دعم مالي ومعنوي يساعدهم في تخطي التحديات التي قد تواجههم، وتطوير مشاريعهم بما يتماشى مع متطلبات السوق المحلية والعالمية. ويشكل هذا الدعم رافدًا مهمًا في سبيل تحقيق الهدف المتمثل في زيادة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي إلى %35 بحلول عام 2030.
حرص منظمو ملتقى «بيبان 24» على خلق بيئة تفاعلية تجمع بين رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء في مجالات مختلفة، حيث تم تخصيص مناطق لعرض مشاريع الشركات الناشئة، ما يتيح للمستثمرين التعرف على الأفكار المبتكرة وبحث إمكانية تمويلها أو الدخول في شراكات مع رواد الأعمال. وتُسهم هذه البيئة في بناء علاقات قوية بين أصحاب المشاريع والمستثمرين، مما يُعزز من فرص التعاون وتبادل الخبرات ويشجع على دعم المشاريع المحلية الناشئة.
يشكل الملتقى جزءًا أساسيًا من الجهود المستمرة لتحقيق رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للأعمال والابتكار، من خلال تعزيز بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، وتنمية المهارات الريادية. ويؤكد «بيبان 24» على دور الحكومة السعودية في دعم ريادة الأعمال.
وختاماً.. بفضل مثل هذه المبادرات، تواصل المملكة خطاها نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تشجيع النمو في القطاعات غير النفطية وتعزيز البيئة الاستثمارية. ويُعد قطاع ريادة الأعمال من أهم القطاعات التي تعوّل عليها المملكة لتحقيق هذا التحول الاقتصادي، حيث يسهم في توفير فرص عمل جديدة، وخلق قيمة مضافة للاقتصاد، وجذب الاستثمارات الأجنبية.