الأفضل وضع جهة تباشر توزيع هذه العلب في الأماكن والأوقات الفصلية من السنة التي يتصور فيها العطش، وأن تكون في أماكن الأعمال الميدانية والتنسيق مع الجهات التي تصرح بهذه الأعمال لتحديد مواقعها لهم، وتضبط عمل الجمعيات الخيرية التي توزع هذه المياه. وهذا أفضل للمتصدق نفسه لأنه لن يسقى إلا المحتاج الحقيقي للماء، وتوجيه المساجد بأن يكون وضع المياه من خلال هذه الجهة فقط التي تحدد حجم الحاجة لها، وأن تحصل توعية للعامة بصرفها إلى الفقراء والمحتاجين فهم أولى بها، بل إن إحدى الجمعيات المتخصصة بالسقي ذكرت أن العبوات المصروفة بلغت أكثر من عشرة ملايين عبوة، مع أن قيمة هذه الكمية لو صرفت على الفقراء لسدت حاجة مئات الأسر لعدة أشهر.
نشاهد من يأخذ الماء في هذه الأوقات الشتوية التي لا يتصور فيها عطش، وفي صلاة الجمعة التي يأتي إليها غالب الناس من منازلهم، ما يعني أنه لم يمر بعمل يتسبب بعطشه، وكذلك في رمضان نجدها مع صلاة العشاء وقد أتى الناس من موائد الإفطار المليئة بالأطعمة والأشربة، وهذا كله مناف للغرض الذي من أجله سُنّ سقي الماء، وهو إذهاب العطش، فلا بد من إعادة النظر بهذا التوسع الحاصل.