الانقلابية الهيكلية
يقول أستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى، الدكتور عبدالله بن أحمد الزهراني أنه «في إطار سعي وزارة التعليم المستمر إلى تطوير التعليم وإعادة تنظيمه بما يتفق مع تطلعات وآفاق المستقبل تم تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاث، بما يتيح الفرصة لوقت أفضل وترتيب أقوى لتعليم نوعي يحقق الأهداف، وبالرغم من الإيجابيات الكبيرة لذلك التغيير، فقد بادرت بعض الجامعات السعودية إلى إعادة الأمر إلى ما كان عليه بحيث تقتصر الدراسة على فصلين دراسيين، فيما لم يفعل بعضها الآخر الأمر نفسه، وفي اعتقادي فإن هذا يعد ضرب من الشجاعة في الاستقلالية للتعليم الجامعي».
وأوضح «هذه الانقلابة الهيكلية السريعة نحو العودة إلى نظام الفصلين سببت وستسبب مشكلات متعددة، أبرزها الارتباك الكبير للبرامج الدراسية وخطط الأقسام العلمية والإشراف العلمي ونظام التقييم والاختبارات، خاصة إذا ما علمنا أن من أهم مزايا الثلاث فصول أنه تم اختصار الوقت المقدر للتخرج في برامج البكالوريوس والدراسات العليا، علاوة على إيجابيات أخرى تتعلق بالتحصيل العلمي».
وأضاف «من المهم للجامعات التي أعادت نظامها إلى فصلين دراسيين أن تراجع موقفها في ذلك حيث يترتب عليه تداخل وتراكم في المناهج والمقررات، وارتباك كبير للخطط الدراسية وعمليات التقييم، علاوة على ضعف الإيجابيات المترتبة على فصلين دراسيين».
تقييم شامل
شدد الدكتور الزهراني على أن تجارب التطوير بأشكالها يجب أن تُعطى الوقت الكافي بحيث يمكن بعده إجراء تقييم شامل لإيجابياتها وسلبياتها، وإثبات نجاعتها من عدمه، والحكم باستمرارها أو إلغائها. أما أن يتم رفضها سريعا فإن ذلك يعد معوقًا من معوقات التطوير، ومقاومة لتجارب التغيير والتحسين، وهو يعد في ذات الوقت كما يقول علماء الإدارة مقاومة سلبية للتغيير، ولست أعلم ما هي مبررات تلك الجامعات لإعادة نظام الفصلين الدراسيين، وما هي المكاسب المتوقعة من ذلك؟، وما هي الإضافة التطويرية للنكوص الى الماضي؟«.
وأضاف «أتمنى على هذه الجامعات إعادة النظر في قراراتها تجاه العودة إلى نظام الفصلين ومواكبة خطط وبرامج وزارة التعليم التي تعد المظلة الكبرى للتعليم بكافة أشكاله»«.
جودة المخرجات
بدوره، قال باحث الدكتوراة تخصص إدارة وتخطيط سعد المطرفي أن «نظام الثلاثة فصول ملائم للتعلم العام لكونه محقق للمستهدف الزمني لعدد الأيام الدراسية الفعلية مقارنة بكثير من دول مجموعة العشرين والأنظمة التعليمية المتقدمة على مستوى العالم في قطاع التعليم العام، إضافة إلى دعمه جودة المخرجات التعليمية، لكنه على مستوى التعليم الجامعي يعد نظامًا غير محفز لاستقطاب المتميزين من خريجي المرحلة الثانوية، لأن الخطط الدراسية للتخصصات النظرية والعلمية ستكون طويلة، وقد تتجاوز أكثر من 240 ساعة خصوصًا في الهندسة المدنية والمكيانيكية والكهربائية، مقارنة بمعدلات أقل قد لا تتجاوز 156 ساعة لدى الجامعة المطبقة لنظام الفصلين، وهو المعدل المماثل للمعدل العالمي».
خطة دراسية
يبين التربوي سعود العتيبي أن نظام الفصول الثلاثة للتعليم الجامعي غير جاذب في عملية القبول إذا وضع الطلبة والطالبات بين خياري التقدم إلى جامعة تطبق نظام الثلاثة فصول، وأخرى تطبق نظام الفصلين، حيث من المؤكد أن الخيار والتوجه سيكون نحو الجامعات المطبقة لنظام الفصلين لاعتبارات أهمها معقولية عدد ساعات الخطة الدراسية للتخصصات المختلفة.
الحل الأمثل
من جانبه، لفت التربوي ناصر النفيعي أن نظام الثلاثة فصول للجامعات له كثير من السلبيات أهمها طول فترة بقاء الطالب أو الطالبة في الجامعات، مما يترتب عليه تحمل ميزانية الجامعة مزيدًا من المكافآت، وتأخر تخرج الطلبة، وتأخر التحاقهم بسوق العمل، فالطالب أو الطالبة لو تعثر تخرجه سيحتاج إلى فصول إضافية، وبالتالي قد يكون بقاءه مخالفًا للائحة الدراسية، ولهذا فإن العودة إلى نظام الفصلين هي الحل الأمثل.
ضيق الوقت
يوضح طلال السعد، وهو أحد أولياء الأمور أنه مع تطبيق نظام الفصلين بدلا من الثلاثة فصول حيث إن ذلك يساهم في توفير إجازة مطولة بدلًا من محدودية الإجازة الصيفية في نهاية العام.
وشرح أن نظام الثلاث فصول قد يكون جيدًا، إلا أنه قد يتسبب في مباشرة الطلاب والطالبات للدراسة في عز الحرارة الشديدة، وذلك لضيق الوقت.
حجج مؤيدي نظام الثلاث فصول للجامعات
ـ لم يمنح الفرصة الكافية لتقييمه الشامل
ـ يتيح الفرصة لوقت أفضل وترتيب أقوى لتعليم نوعي
ـ العودة لنظام الفصلين تسبب مشكلات أبرزها ارتباك البرامج ونظام التقييم والاختبارات
ـ يختصر الوقت المقدر للتخرج في برامج البكالوريوس والدراسات العليا
ـ نظام الفصلين يسبب تداخل وتراكم في المناهج والمقررات وارتباك كبير للخطط
ـ الإيجابيات المترتبة عليه أبرز من نظام الفصلين الدراسيين
ـ يحقق المستهدف الزمني لعدد الأيام الدراسية الفعلية
ـ يدعم جودة المخرجات التعليمية
حجج ضد نظام الفصول الجامعية الثلاثة
ـ غير محفز لاستقطاب المتميزين من خريجي الثانوية
ـ خططه الدراسية للتخصصات النظرية والعلمية طويلة
ـ ساعاته الدراسية في بعض التخصصات تتخطى الـ240 ساعة
ـ يحمل ميزانيات أعباء إضافية لأنه يرتب عليها مزيدا من المكافآت للطلاب
ـ يؤخر تخرج الطلبة ويؤخر التحاقهم بسوق العمل
ـ يجبر الطلبة على الدراسة في أوقات شديدة الحرارة
ـ تكون الإجازات معه قصيرة للغاية