هذا الحال تمثل أخيرًا في الشال الكشميري الذي وصل إلى الـ«ترند» السعودي والخليجي، وبدأ بتسجيل حضوره في السوق السعودية قبل دخول فصل الشتاء فعليًا، فمع بداية هبوب النسمات الباردة واللطيفة المُنذرة بدخول فصل الشتاء ظهر الشال الكشميري بأكثر من تصنيف وطريقة، ليأخذ مكانه في قلوب النساء من جانب، ويستحوذ على اهتمام الرجال من جانب آخر.
حضور أنيق
من ناحية الرجال، لقي الشال وحتى الشماغ الكشميري اهتمامًا خاصًا ليسجل نفسه شكلًا أنيقًا يضاف إلى الثوب السعودي الثقيل والغامق والمتعارف على كونه يلبس عادة في الشتاء.
أما من ناحية أنثوية؛ كانت للمسة الرقيقة للشال الكشميري حول باقات الورد تأثيرها على النواعم اللواتي اعتبرنها لفتة لطيفة لتقديم واستقبال الهدايا، حيث يلف الشال الكشميري باقة الورد نفسها، أو باقة الورد المزينة بحبات الشوكولاته والهدايا المخبأة وسط الورد كمفاجآت أخرى، فضلًا عن إضافته كقطعة أنيقة مبتكرة في العباءات النسائية، أو كشال ناعم على الفساتين الشتوية.
وسم فني
لو اقتصر الأمر في عالم النساء على الشال الذي يمتاز بنعومته ودفئه لكفى، ولكن ابتكار باقة الورد والهدايا زادت الأمر جمالا، وهو ما رفع من مستوى الإقبال على الشال أكثر حتى أصبحت كلمات الفنان العراقي كاظم الساهر حول الشال الكشميري حين غنى من كلمات نزار قباني في قصيدته «مع بغدادية» قائلا «شال الكشمير على كتفيك يرفّ حديقة ريحان» وسمًا يضاف للصور والفيديوهات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي مرافقة للإبداعات المبتكرة في الشال الكشميري للنساء والرجال على حد سواء.
ومع وصول الأسعار إلى حدود 3 آلاف ريال وأكثر، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام الترند الجديد للشال الكشميري الذي تم استخدامه بأكثر من طريقة.
قطعة تراثية
بحسب المصممة أبرار علي، فإن «الشال الكشميري الأصلي هو عبارة عن قطعة قماش فاخرة مصنوعة من صوف الماعز الكشميري. ويعد من القطع الفاخرة، إذ أنه كان بمثابة رمز للثراء والفخامة لقرون كثيرة مضت، واستخدمه الأثرياء من بلاد الهند وكشمير قبل أن ينتشر في أنحاء العالم وصولاً إلى الدول العربية والخليجية تحديدًا التي جعلته جزءًا من الملابس التقليدية».
وأوضحت أن «ما يميز هذه القطعة هو النعومة في الملمس، وما تضفيه من دفء، علاوة على الأناقة التي تظهر في إطلالة من يلبسها، ولذلك نجد أن سعرها الأصلي يتجاوز 3000 ريال، وذلك في حال استخدام القطعة الأصلية منه والمصنوعة من صوف الكشمير الطبيعي بنسبة 100%؛ حيث تعد كشمير المصدر الأساسي للصوف الكشميري الطبيعي وهو من أجود أنواع الصوف عالميًا، فيما تصل التطريزات اليدوية المحاكية للنقوشات الكشميرية إلى 5 آلاف ريال إن لم يكن أكثر، وماعدا ذلك يتراوح من 150 إلى 1000 ريال».
مخلوط وفاخر
من جهته، قال هاني سالم، وهو بائع ومنسق هدايا «ظهر الشال الكشميري بشكل قوي وبشكل مفاجئ وبأشكال متنوعة متناسبة مع مختلف الأذواق والمناسبات. أما عن الأنواع فهي تختلف حسب جودة الصوف، التصميمات، والألوان، وما يدخل معها من خامات أخرى وهذا ما يفسر اختلاف الأسعار».
ولفت إلى أن هناك 4 أنواع معروفة منه، وهي:
1- الشال الكشميري الطبيعي والمصنوع بنسبة كاملة من صوف الكشمير الأصلي:
وهو الخيار الأفضل لاستخدامه في المناسبات المميزة ذات الأجواء الباردة، وهذا النوع يتجاوز في تكلفته 3 آلاف أو أكثر.
2- الشال المخلوط:
وهو الذي يمزج بين صوف الكشمير، وخامات أخرى مثل الحرير أو القطن، ويمكن شراءه بأسعار معقولة، وهو الأكثر تداولاً، ويبدأ في سعره من 300 ريال.
3- الشالات المطرزة يدويًا:
حيث يتم تطريزها بأشكال مستوحاة من التراث الكشميري، وهذه تكون قيمتها أكثر باعتبار جهد التطريز والتصميم وحتى الخامات المستخدمة لتصل إلى 5 آلاف بالحد الأدنى.
رمز ثقافي
يقول الشاب ياسر حبيب لـ«الوطن» التي التقته في أحد المحال التجارية حيث كان يرغب بشراء شال كشميري مفسرًا سر الإقبال على هذا النوع «وددت امتلاك شال كشميري لاستخدامه بما يشبه الغترة. كنت أرغب بذلك منذ كنت صغيرًا، وبقيت هذه الرغبة معي حتى كبرت، حيث بقيت فكرة الشال أو الغترة الكشميرية في ذاكرتي باعتباره من الرموز الثقافية المهمة في دولنا الخليجية، ومع ظهورها في الفترة الأخيرة بشكل كبير في السوق فقد صار الأمر محرضًا أكثر».
عناصر جذب
يضيف حبيب في معرض بيان ما يراه جاذبًا من مواصفات الشال الكشميري، وعلى الأخص الأصلي منه «الخامة الفاخرة، وخفة الوزن، والدفء، وحتى التصميمات المميزة، والنقوش الجميلة في قماش القطعة ذاتها، ويعرف عنها احتفاظها بالجودة إذا ضمنت لها أن تبقى تحت عناية مناسبة».
فروق ولكن
من جهته، أوضح البائع صالح الحمود أن «الفرق بين الشال الكشميري والأنواع الأخرى تكمن في نوع الخامة، حيث يصنع الشال الكشميري من صوف طبيعي 100%، بينما الأنواع الأخرى قد تحتوي على ألياف صناعية وخامات أخرى، ومع أن الشال الأصلي يعد مكلفًا إلا أنه يدوم لفترة طويلة».
عوامل مؤثرة
يواصل الحمود الحديث عن العوامل المؤثرة على الأسعار، فيقول «جودة الصوف إذ إن الشالات المصنوعة من صوف كشمير النقي تكون أغلى من المخلوطة، وكذا التصميم، فالشالات المزخرفة يدويًا تُعد الأعلى سعرًا نظرًا للوقت والجهد المبذول في تصنيعها»، منوهًا إلى أنه «كلما كان الحجم أكبر كانت التكلفة أعلى أيضًا».
وحول استغلال التجار والباعة المتجولين للترند الحالي، قال «مع اقتراب فصل الشتاء، يزداد الطلب على الشال الكشميري، مما يدفع بعض التجار والباعة المتجولين إلى استغلال هذه الفرصة».
وأكمل يتمثل الاستغلال في عدة جوانب:
1- بيع أنواع رديئة:
يقوم بعض التجار ببيع شالات غير أصلية أو ذات جودة منخفضة بأسعار مرتفعة، مما يؤدي إلى خداع المستهلكين.
2- زيادة الأسعار:
قد يقوم التجار برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه بحجة الطلب المرتفع، حتى على المنتجات ذات الجودة المتوسطة.
3- الإعلانات المضللة:
يُستخدم التسويق المبالغ فيه لجذب العملاء، مما يجعل من الصعب التمييز بين المنتجات الأصلية والتقليد.
ووجه «يجب على المستهلكين توخي الحذر عند الشراء، والتأكد من جودة المنتج لتجنب الوقوع ضحية للتجار الذين يستغلون موسم الشتاء لتحقيق أرباح غير عادلة، خاصةً أنه يشهد حاليًا ترندًا متصاعدًا في الطلب عليه».
الشال الكشميري
ـ قطعة قماش فاخرة
ـ مصنوعة من صوف الماعز الكشميري
ـ تتميز بنعومة فائقة ودفئ استثنائي
ـ يعد من القطع التراثية الفاخرة
ـ يستخدم لإضفاء لمسة من الأناقة والدفء على الإطلالة
ـ سمي الشال الكشميري نسبة إلى منطقة كشمير التي تُعد المصدر الأساسي لصوفه
ـ تشتهر كشمير بإنتاج أجود أنواع الصوف في العالم
ـ يعود تاريخه إلى قرون مضت
ـ كان رمزًا للثراء والفخامة في البلاط الملكي الهندي
ـ استخدمه النبلاء في الهند وكشمير قبل أن ينتشر إلى باقي العالم
ـ مع مرور الوقت صار جزءًا من الأزياء التقليدية في الدول العربية
ـ يعد الخيار الأمثل للأجواء الباردة والمناسبات الفاخرة
أسعار الشال الكشميري
1- الشال التقليدي:
من 300 حتى 3000 ريال أو أكثر
2- الشال المخلوط:
من 150 إلى 600 ريال
3- الشال الفاخر:
يتجاوز سعره الـ3000 ريال، خاصةً إذا كان يحمل تصميمات فريدة ومعقدة
ميزات الشال الكشميري
1- النعومة والراحة:
يُعد من أرقى أنواع الأقمشة، مما يجعله مريحًا عند الارتداء
2- التدفئة:
يوفر الدفء في فصل الشتاء بسبب خصائصه العازلة
3- الجمالية:
يتميز بتصاميمه الجميلة التي تضيف لمسة من الأناقة